|
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن الحوثيين تحملوا ضربات قواته بشجاعة؟! أتدرون لماذا؟!
قد يبدو هذا التصريح غريبا، لكنه يعكس واقعا مريرا لعدة أسباب، أبرزها:
- لا توجد سلطة حاكمة في العالم تتحمّل مسئولياتها القانونية والأخلاقية أمام شعبها، ثم تقبل بتلقي ضربات موجعة وتدمير ممنهج لمقدرات البلاد، كما تفعل جماعة الحوثي. هذه الجماعة التي ابتلي بها اليمن لا تشبه أي كيان سياسي مسؤول، بل تتعامل مع المعاناة بوصفها وسيلة تمكين.
- من النادر أن تجد شعبا في العالم يعاني لسنوات طويلة من الفقر والجوع وانعدام الخدمات الأساسية، وتُقطع عنه الرواتب، ومع ذلك تُقابل معاناته بتفاخر من قادته. فبدلاً من الاعتراف بالفشل، يخرج المسؤولون الحوثيون لاعتبار هذه الظروف من "كرامات الولاية" ودلائل "التمكين الإلهي"، وكأنها نعمة لا نقمة!!
- العدوان الخارجي على اليمن لا يختلف كثيرا عمّا ارتكبته جماعة الحوثي بحق الشعب اليمني ومقدراته. فإذا قصف الأمريكيون والإسرائيليون مطار صنعاء، فإن الحوثيين قد سبقوهم إلى ذلك بعدة سنوات بقصف مطار عدن المكتظ بالمسؤولين والصحفيين.
وإذا استُهدفت الموانئ اليمنية، من قبل أمريكا وإسرائيل، فقد سبقتهم الجماعة بقصف ميناء الضبة وبلحاف والمكلا، وأوقفت تصدير النفط والغاز.
ومثلها الكثير ابتداء من قصف القصر الرئاسي في معاشيق، واستهداف الأسر الهاربة من الحرب قبالة ميناء عدن.
في اليمن تدمرت الجسور والعبارات، وقُطعت الطرق وزرعت الألغام والمتفجرات على نطاق واسع دون مراعاة أو تفريق بين الأعيان المدنية أو العسكرية.
فُجرت المساجد والمدارس ودور القرآن الكريم، ومنازل المواطنين، كما تم نهب ومصادرة المؤسسات الرسمية والأهلية، كل ذلك علي يد جماعة تدّعي الدفاع عن اليمن، بينما تُمعن في تدميره.
- أصبح غالبية اليمنيين على قناعة تامة بأن المؤسسات والمنشآت التي تُسيطر عليها جماعة الحوثي لم تعد ملكًا للشعب، بل تحوّلت إلى أدوات بطش، تُستخدم لتمويل أنشطة الجماعة الطائفية. أما عائداتها، فهي تُنفق على أجهزة القمع، لا على الخدمات أو معاش الناس.
في السبت 10 مايو 2025 09:38:49 م