رأي فيما تفعله النخب
عدنان العديني
عدنان العديني



الأحزاب السياسية لم تفقد ارتباطاتها بالشارع فحسب بل وصل الأمر إلى عمى سياسي يجعلها غير قادرة على رؤية الشارع اليمني ومطالبه وأولوياته .

 

في هذه اللحظة كل ما اتمنى أن يسلم للشعب شارعه بعيداً عن كل هؤلاء وأن يشق شباب اليمن طريقهم نحو الوجهة التي لا يعرفها غيرهم فما يريده الشعب مختلف تماماً عن إراداتهم داخل كواليس الساسة عديمي الحيلة والخيال والخيار .

 

شعب انهارت دولته، مركز التضامن والترابط والانتماء الوطني، وتم الدفع به إلى العراء بلا غطاء سياسي ولا إطار قانوني يضبط العلاقات وفق ما تعارف عليه البشر، وصار منطق اللا قانون هو القانون، والتوحش والافتراس والقسر والإقصاء والاستحواذ هو الواقع المسيطر، فماذا ننتظر من نتائج إن استمر الوضع؟

 

حين تسقط الدولة كملتقى عام يتراجع الإحساس بالمساواة، وحين تصبح السلطة قلعة تخص لابسي الأخضر فإن بقية الألوان -وهم الأغلبية- سيكونون أمام خيارات تفتيتية ومن قبل أقلية تفرض وجهاً جديداً للتمزيق يبدأ بانتزاع العاصمة وأجهزة الحكم، ومن ثم تشرع في تنمية الكراهية بين أبناء البلد الواحد الذين يتم الآن إعادة فرزهم مذهبياً عرقياً مناطقيا شطريا وبشكل درامي.

 

تمزيق يتحرك من داخل النفوس، حيث لا يكون للتباعد السياسي إلا أثر للتباعد النفسي الذي نتج عن كم هائل من الاهانات المتعمدة تعرض لها أبناء اليمن في عاصمة دولتهم التي صودرت بعد طردهم خارج مؤسساتها.

 

مشهد الجنود من حراسة هادي وهم يغادرون حاملين أمتعتهم فوق ظهورهم يحدث صدعاً نفسياً واجتماعياً غائراً، ليس لأنه حدث بل لأنه صار سياسة عامة شملت آخرين غيرهم من أبناء اليمن ممن تعرضوا لتهجير ليس له شبيه حتى في بلد الغربة، ومازال الصبيحي محاصراً في بيته إلى الآن، وبدون موقف وطني عريض يعيد الاعتبار لليمن دولة وشعباً فإن المصير قاتم.

 


في الأربعاء 28 يناير-كانون الثاني 2015 10:13:37 ص

تجد هذا المقال في سهيل نت
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://suhail.net/articles.php?id=18