|
بعد مقتل محافظ عدن .. الحوثيون يتباهون ! وبماذا ؟ بما يزعمون انه أمن واستقرار في مناطق سيطرتهم ! لا احد يكره أن يكون جزءا من الأرض اليمنية آمن ومستقر فعلا لكن ذلك مجاف للحقيقة وللواقع وان صح جزئيا " أمنيا" فليس للحوثيين فضل اوإسهام حقيقي فيه بل علي العكس .. مظاهر العنف في صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين تكاد تكون مليشيا الحوثي والمخلوع المتسبب الرئيسي فيها.
- حتى الأمس الحوثيون أنفسهم يشكون من إرهاب وهجمات وتفجيرات داعش التي يلاحظ انها في صنعاء لا تستهدف " في الغالب" إضعاف سيطرة المليشيا .. بل احداث فتنة طائفية تدفع السكان المحليين للالتفاف أكثر حول المليشيا!
-الأمن النسبي في مناطق صنعاء وماحولها يعود الي بنيتها القبلية المتماسكة فالقبيلة فيها هي الضابط والرابط في مناطقها واراضيها وليس " سلطة الحوثيين " وهو أمن نسبي لأن كثيرا من القبائل في حالة " بيات شتوي " بانتظار اقرب فرصة تضعف فيها هيمنة المليشيا علي المال والسلاح في العاصمة المجاورة بل إن هناك قبائل تقاوم بالفعل الوجود والسيطرة "الرمزية " الحوثية.
- الحوثيون فشلوا في المقابل فشلا ذريعا في فرض وجودهم ناهيك عن ضبط الأمن في المناطق التي لا تشكل حاضنة شعبية واجتماعية لهم وما يحدث يوميا في إب والحديدة وذمار والبيضاء وغيرها مثالا .
- لم يعد هناك إعلام في مناطق الحوثيين كي ينقل ما يحدث من انفلات او مقاومة او غيرها .
الصحفيون والإعلاميون في المعتقلات والسجون او في الخارج ومن بقي .
بقي ليعمل في وسائل تعمل لصالحهم او تحت الرقابة والتخويف والترهيب.
- اغلب المناطق المؤيدة للسلطة الشرعية كانت تعتمد في أمنها علي الدولة التي قوضتها المليشيا بالانقلاب ثم الحرب .. وبينها مناطق مدنية معروفة بالثراء والتنوع والتعدد في التوجهات السياسية.
- مليشيا الحوثي والمخلوع " ثورة مضادة " كما يراها كثيرون وهي لا تتصرف من منطلق وطني بل جهوي وطائفي ضيق وأياديها تعبث بشكل غير مسؤول بالأمن في المناطق التي أجبرت علي الرحيل منها.
في المقابل هل يتصور أحد مجرد تصور ان لهادي او بحاح أو المشترك او شباب الثورة او المقاومة الشعبية المحلية او حتى الحراك الجنوبي .
أياد تعبث في المناطق الواقعة كرهينة لدى الحوثي والمخلوع ؟
- الحرب التي فرضتها المليشيا لاتزال في ذروتها وتحرير المناطق من سيطرة المليشيا او ارهاب داعش والقاعدة لا يعني أن الحرب فيها قد انتهت وأن الأمن والاستقرار سيعود اليها سريعا ..فللحرب الف صورة !
وإرث الدولة الجهوية لن يزول في ليلة وضحاها وبناء الدولة المدنية المنشودة حتى بدون وجود " حرب الحوثي والمخلوع الظاهرة والباطنة .. وحرب الاٍرهاب " لن تكون مهمة سهلة .
ومرة أخرى
مقتل محافظ عدن خسارة حقيقية .. وأفضل ما يمكن عمله الان هو تقليل الخسائر واحتواء التداعيات .
كان اللواء جعفر محمد سعيد مخلصا في جهوده وكان يعمل مع كثيرين أخرين قدر المستطاع رغم الصعوبات الذاتية والموضوعية التي نعرفها جميعا لتثبيت الأمن والاستقرار وإعادة الحياة الي المدينة بعد الغزوة المدمرة لمليشيا الحوثي والمخلوع .
ومن استهدفوه بالقتل أرادوا ولايزالون افشال المهمة ولذا سيستهدفون غيره ايضا .
أفضل ما يمكن عمله الان هو مواصلة جهوده والحيلولة دون انزلاق عدن نحو مزيد من الانفلات والفوضى . وتذكروا ..الفشل الأمني وارد في كل مكان .. صغرت الدول او كبرت .. فكيف بمنطقة لاتزال في الواقع في حالة حرب !
في الإثنين 07 ديسمبر-كانون الأول 2015 03:43:46 ص