|
فرض التحالف الظلامي الانقلابي للحوثي والمخلوع الحرب على اليمن، ابتداء من محافظة عمران، ثم إسقاط العاصمة صنعاء، ثم تمدد التمرد العسكري بعصاباته شرق وغربا وجنوبا الى تعز وعدن وغيرهما من المحافظات.
تصدى الشعب اليمني لهذه العصابات، وتعرضت محافظة تعز التي انكسر الحوثي والمخلوع بجحافلهم على مشارف مدينة تعز، فلجأ تحالفهما الظلامي إلى حصار تعز منذ قرابة عامين.
طوال هذا الحصار الممتد زمنا، كان المجتمع الدولي -بكل أسف- بخيلا بمواقفه الإنسانية تجاه تعز، بل كان حتى مبعوث الامين العام للامم المتحدة الى اليمن يذوب رقة وحنانا في استخدام الكلمات والعبارات التي لا تكاد تبين في الحديث عن حصار تعز ، وكل ذلك حتى لا يخدش مشاعر الحوثي والمخلوع.
كم هي قوافل الإغاثة التي نهبها وصادرها الحوثيون والتي كانت ترسل إلى تعز، ثم لا تحرك المنظمات الدولية ساكنا.
ميناء الحديدة كان وما يزال ميناء عسكريا ترد إليه الأسلحة للمتمردين، وكذلك ميناء حصريا لهم، يسخرونه وكل ما يصل عبره للمجهود الحربي التابع للحوثي والمخلوع!
لسنا مع الحرب ولا نريدها، ولكن حين تفرض عليك ولا تجد خيارا أمامك غير الاستسلام للمعتدي؛ أو مواجهته دفاعا عن الحرية والكرامة، فإنك هنا تكون مجبرا للأخذ بالخيار الثاني؛ وهو المواجهة.
ليت الجهات الدولية أفرادا وهيئات تتذكر أنها حتى الساعة لم تعط لتعز -وهي تحاصر وتشن عليها الحرب بمعارك يومية منذ اكثر من عامين- أي اهتمام؛ لرفع معاناتها، أو الوقوف معها إنسانيا؛ لتخفيف وطأة الحصار وإيقاف الحرب المعلنة ضدها!
حتى المخلوع عندما هدد وتوعد تعز، وعندما حرض واستعدى عليها داعيا عصاباته قائلا: إقتلوهم، إقنصوهم، دقوا أبتهم، حاربوهم بكل وسيلة؛ حتى هذه الواقعة الحربية المعلنة والمسجلة صوتا وصورة من رجل صادر في حقه عقوبات دولية، كل تهديداتة بجرائم حرب ضد الإنسانية، لم تحرك لدى الجهات الدولية ساكنا.
ما يستلفت النظر اليوم أن السيد ولد الشيخ يصرح أن الأمم المتحدة تقود مفاوضات لمنع تحرير الحديدة.
مرة أخرى نؤكد ونكرر: لسنا مع الحرب! لكن لماذا تلك الجهات مصرة على أن يبقى ميناء الحديدة بيد التحالف الظلامي للحوثي والمخلوع كميناء للمجهود الحربي يمد مليشيا الطغيان بالسلاح والإمكانات التي يوفرها الميناء!!؟
على الحكومة الشرعية أن تزود تلك الجهات الدولية بخريطة لليمن؛ توضح لها أن ثمة محافظة هي أكبر المحافظات سكانا، تسمى تعز! ما تزال تحت الحصار والقصف بالنيران من قبل عصابات الحوثي والمخلوع.
من يدري أن تلك الجهات الدولية، إذا علمت وفهمت؛ قد تغير طبيعية أدائها؛ من إشفاق وحنان محصور في تقديم الرفق الدائم للمتمردين، إلى التحلي بشيئ من الإنصاف وقليل من المسؤولية.
لنفترض سلامة النية! لكن كيف نفسر أن الأمم المتحدة رفضت أن تتولى الإشراف على ميناء الحديدة؟
ليس من مصلحة اليمن أن يبقى ميناء الحديدة بيد التمرد والانقلاب كميناء لمجهودهم الحربي، كما ليس من مصلحة اليمن بقاء المشروع الظلامي للحوثي والمخلوع.
في السبت 29 إبريل-نيسان 2017 08:39:35 م