لندن والقضية اليمنية
محمد الغابري
محمد الغابري

بريطانيا المزدوجة في القضية اليمنية، بين مسك القلم وبين العلاقات الثنائية.
سلوك المملكة المتحدة تجاه الجمهورية اليمنية، يبدو سلوكا مزدوجا، التناقض فيه ظاهر للعين المجردة.
بريطانيا ماسكة القلم في مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن وبلاد أخرى. أي أن مندوبيها في الأمم المتحدة يقومون بإعداد البيانات والقرارات التي يصدرها مجلس الأمن الدولي.
هنا نجد المملكة المتحدة على درجة عالية من الدقة والموضوعية، بل هناك إتقان في إعداد القرارات، أبرز معالمها الالتزام من قبل المجلس بالمحافظة على وحدة الدولة اليمنية وسيادتها واستقلالها، والتأكيد على العقوبات والتعامل مع المجموعات المسلحة باعتبارها معتدية على مؤسسات الدولة.
إضافة إلى لجنة الخبراء ذات الصلة بالعقوبات والتي تصف ما يجري في اليمن في دقة وموضوعية كشفت الكثير من السلوك الهدام للإمارات ومليشياتها والتحالف جملة وكذلك الحوثيين.
بريطانيا في العلاقات الثنائية، ثم مبعوث الأمين العام غريفيث ومن قبله بن عمر، تبدو مختلفة كليا، إنها داعية انفصال، وترويج للحوثيين والساعية بكل ثقلها لإيجاد صيغة علاقات حوثية سعودية.
هذا التحدي يحتاج إلى دبلوماسية يمنية عالية المستوى قادرة على إحراج الحكومة البريطانية.
يقال إن من مميزات الساسة البريطانيون، أنهم يستمعون بإصغاء للمتحدث، وإن كانوا قد قرروا سلفا قرارا، فإن استماعهم لا يؤدي بالضرورة إلى تغيير رأيهم أو قرارهم، لكن في حالات يمكن التأثير عليهم، وإقناعهم بقضية ما.
المشكلة اليمنية، دبلوماسية لم ترق إلى مستوى الجمهورية اليمنية، ويغلب على الدبلوماسيين، اتخاذ السفارة مصدرا لراتب عال، وما بدى بدينا عليه، يفتقرون إجمالا إلى الحدود الدنيا من المهارات ومن الشعور بالمسئولية.


في الجمعة 28 فبراير-شباط 2020 04:48:25 م

تجد هذا المقال في سهيل نت
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://suhail.net/articles.php?id=547