الأحكام الحوثية ضد الصحفيين
سامي نعمان
سامي نعمان

استدعاء القضاة وإلغاء إجازتهم من قبل ميليشيات الحوثي الإرهابية لإصدار أحكام بحق الصحفيين بعد أن أعدمت أي هامش للصحافة في مناطق سيطرتها ونهبت المؤسسات الصحفية، واعتقلت عشرات الصحفيين على مدى خمس سنوات كانت مجموعة العشرة هي الأكثر عرضة للاضطهاد والإجرام الحوثي، ولا معنى لاستمرار التنكيل بهم في وقت ينشغل أغلب الصحفيين المفترض مناوئتهم لجماعة العربيد بالمماحكات البينية.
اعترف أني أخفقت قبل أشهر بتنظيم حملة تلفت الانتباه إلى مقتل إنسان بريء اسمه خالد الحيث في سجون الإرهابيين. كان زملاؤنا منشغلون بمهاجمة الإمارات وبعضهم قطر. ومرت جريمة كهذه سهلة على ضمائرهم التي تحركها الأجندات الخاصة.
حكم ضد الزملاء، مع إعفاء 6 كانوا يمارسون ذات العمل. بالنسبة لجماعة إرهابية فثمة احتمالات لهذا الأمر، في ظل هذا المعطى هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة:
1. أنها تريد أن يتفاعل العالم بإدانة الأحكام والرفض ثم يخرج العربيد أو أحد مرتزقته بقرار عفو، بما يعيد تسويق الجماعة الإرهابية كجماعة وديعة تتعاطى مع المواقف الدولية وتهين القضاء مليون مرة لأجل الظهور أنها أقل سوءا من داعش وليست أكثر سوءا. على هذا الشكل حكمت بإعدام الجبيحي ثم أفرجت عنه بعفو "الصماد"، فينا لا زالت تحتجز ابنه كرهينة، فهي تحكم بالإعدام لكي تعفو وتحول الجريمة إلى مكسب، وهذا الأرجح لدي.
2. أنها ستواصل مسيرة التنكيل بالصحفيين على مراحل، فلن تفرج عن الستة ولن تعدم الأربعة لتجعلهم جميعا يعيشون مرحلة جديدة من الإرهاب النفسي، من في الداخل وأيضا من تبقى من الصحفيين خارج السجن.
3. أن عربيد الجماعة ومن خلفه أولياءه في طهران عبر سفيرهم "شاهلاي" وصل مرحلة من الغرور والغطرسة تجعله يمضي نحو تنفيذ الأحكام، متعللا باستقلال القضاء الذي اكتفى بمدة السجن على ستة وإعدام أربعة.
ربما أن التهمة الزائدة عند توفيق المنصوري عن غيره أنه مثلا أسمى ابنته توكل يا توكل كرمان رغم أنه مخرج صحفي، هذا في سياق الجدل عن العقيم عن الأسباب.
من يستطيع الإفراج عن هؤلاء حاليا إما ضغط دولي فاعل تشارك فيه أمريكا والاتحاد الأوروبي والسعودية والإمارات ومنظمات دولية مهنية بحرية الصحافة حتى لو أتاح المجال للحوثيين لاستثمار إلغاء الحكم.
بطبيعة الحال الجماعة الإرهابية تحترم أعدى أعدائها من الخارج وتتعامل معهم، لكنها لن تتعامل مع أي يمني حتى لو كان من أكبر المتحوثين كسلطان السامعي أو جمال عامر أو حتى يوسف المداني أو أبو علي الحاكم، إذ حسابات أمور كهذه يقرره أسياد العربيد عبدالملك الحوثي.
من يستطيع أيضا، قطر.
قطر تستطيع وبسهولة بما تقدمه من دعم لميليشيا الحوثي الإرهابية من طباعة الكتب الطائفية إلى توفير الغطاء الإعلامي الكبير للجماعة، حتى أنها سخرت الجزيرة لصالح الإرهاب الحوثي أكثر مما فعلت العالم والميادين والمنار سابقا، وكله نكاية بالمحمدين.
بالمناسبة من بين التهم الموجهة لزملائنا وجميعهم تقريبا محسوبين أو تصنفهم الميليشيا الإرهابية على حزب الإصلاح أنهم عملاء لقطر التي كان الحوثيون يعتبرونها زعيمة داعش إلى قبل الأزمة الخليجية.
زملائي أنتم أعز وأكبر وأقوى من هذه العصابة الإرهابية، ومن كل الانتهازيين في الطرف الآخر. لكم شرف وبطولة المعتقل الرهيب، ستعود دون يوما وستجدون أن من هم خارجا هم أذل واضعف وأهون بحريتهم المستقطبة.
عانيتم وضحيتم ولم تكونوا جزءا من هذا المشهد القبيح خارج الأسوار. أنتم تحاصرون خيباتنا وهواننا وتسجنوننا بكل هذا الصمود والتضحية الذي جعل الميليشيا الإرهابية تحبسكم لخمس سنوات ثم تقرر إلحاقكم بالآخرة، المستقبل الذي تعد به جميع اليمنيين باستثناء كبار مرتزقتها المجرمين.


في الإثنين 13 إبريل-نيسان 2020 12:30:21 م

تجد هذا المقال في سهيل نت
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://suhail.net/articles.php?id=581