جذر المعضلة اليمنية
محمد الشبيري
محمد الشبيري

ثورة 11 فبراير أزاحت نظام صالح، وتحالف "صالح" مع الحوثي أطاح بحكومة الوفاق أو حكومة "الثورة"!
مؤتمر الحوار شتّتَ الجيش، وغذّت فكرة "الأقاليم" نزعة استفراد كل منطقة بحكم نفسها، في ظل اللا دولة.
كل هذه مجتمعةً، زادت من غرور القوة لدى الحوثي وجعلته يعتقد أنه قادر على الانفراد بحكم البلاد، لكن المقاومة الشعبية أحبطت مشروعه.
نحتاج، اليوم، أكثر من أي وقت مضى، للبحث عن مخارج أكثر صدقاً مع أنفسنا ووطننا، وتفعيل ثقافة المراجعات وتصحيح المسار.
وعلى النخب السياسية تجاوز الماضي، وفتح صفحة جديدة في علاقاتها، ما لم فإن الوضع الشاذّ الذي تعيشه اليمن، يمكن أن يستمر طويلاً، ومعه تتضاءل آمال الناس، كل الناس، في عودة الأمن واستعادة الدولة.. لا سمح الله.

- لم تكن المليشيا –يوما- حلاً أو حتى جزءاً من الحل؛ ذلك أنها تُمثّل جذر المعضلة اليمنية من أساسها.
في صنعاء وعدن، عُطلت مؤسسات الدولة لصالح جماعات مسلحة غير معترف بها، وإن بنسب متفاوتة في السوء ومبررات التواجد، لكن في المحصلة يبقى توصيف "مليشيا" ملائم لها والأقرب للحالتين معاً.
ليس بوسع مليشيا أن تقوم مقام الدولة، وإن بدا الأمر سهلاً من خلال إجبار الناس على الرضوخ لها أو الصمت إزاء هيمنتها على بعض المدن، لكنها ستجد نفسها في مأزق مع طول المدة.
الأزمات التي تمر بها صنعاء وعدن نتيجة هطول أمطار غزيرة وتدفق السيول، أثبتت أن المليشيات أوهن من بيت العنكبوت، وأن غياب الدولة يمثل كارثة حقيقية يدفع فاتورتها المواطن البسيط، فيما تلوذ الجماعات المهيمنة إلى التستر بمبررات جوفاء لا قيمة لها.
أخلاقياً، لا يمكن مطالبة حكومة مُغيبة بالاضطلاع بمسؤوليات في مناطق سُلبت منها، أو مُنعت من التواجد فيها، لسبب أو لآخر.
في النهاية، لا حل إلا بتخليص اليمن من حكم جماعات ما قبل الدولة، ومساندة جهود الحكومة في إعادة الحياة والأمل للناس، غير هذا، يعني مزيداً من الدمار والخراب، والعيش في الوهم!


في الخميس 07 مايو 2020 12:22:02 ص

تجد هذا المقال في سهيل نت
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://suhail.net/articles.php?id=601