بالاصطفاف ستنتصر عدن
انصاف مايو
انصاف مايو

في مثل هذه الأيام الرمضانية من العام 2015 تتوجت بطولات أبناء عدن بتحرير العاصمة المؤقتة من مليشيات الحوثي الانقلابية.. سجل الإصلاحيون في تلك المعارك حضورا كبيرا، وتبنى فيه الإصلاح وكل الشرفاء خيار الشعب، وقدم مع الجميع تضحيات جليلة، ليكون التحرير نتيجة طبيعية لذلك الاصطفاف الشعبي الكبير مع الشرعية بقيادة رئيس الجمهورية ومساندة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
انتفض جميع أبناء عدن، وحملوا السلاح في مدينة مسالمة لم تعرف معنى السلاح من قبل، وطرحوا جانبا التباينات والخلافات وصور اللافتات التمزيقية وتوحدت الجهود في سبيل التحرير، وكانت هذه اللحمة هي السلاح الأول والحاسم للمعركة قبل الأسلحة النارية، والقوة الناعمة التي تكفلت بهزيمة المليشيات رغم سلاحها وعددها وعتادها.
ومن المؤسف أن هذه العاصمة التي كانت منطلق التحرير للمحافظات والمناطق المحررة ترزح اليوم تحت وطأة الوباء الذي يحصد آلاف الأرواح من أبنائها ويموت العشرات منها يوميا متأثرين بأنواع الحميات والفيروسات التي تكاتفت على عدن وضربت جهاز المناعة في جسدها المثخن بالجراح، والعديد من الأسر ما تزال تعاني أضرار السيول التي اجتاحت المدينة قبل رمضان، والعشرات من الأسر لم تتوقف عن المطالبة يوميا بإطلاق أبنائها المخفيين قسرا والمختطفين الذين تمر عليهم الأشهر والسنوات وهم في السجون بغير مستندات قانونية، بل إن الكثير منهم صدرت بحقهم أوامر إفراج من النيابة ولا يزالون في السجون.
إزاء هذا الوضع الكارثي الذي تشهده عدن، غابت الحكومة للأسف، ووقفت موقف المتفرج، ولم يكن لها الموقف المطلوب الذي يمليه حجم الكارثة وطبيعتها، ومما زاد من مأساة عدن خطوات المجلس الانتقالي بشأن ما أسماه قرار الإدارة الذاتية الذي وصفه وزير الخارجية بأنه انقلاب صريح على اتفاق الرياض وعمل على تعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة وضاعف من معاناة أبناء عدن، ولم يستجب بهذا الشأن لمطالبات الشرعية والتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والمطالبات العربية والدولية الحريصة على أمن واستقرار عدن بموقعها الاستراتيجي بما يمثله من أهمية لليمن والمنطقة العربية والعالم.
لقد قدم الإصلاح في عدن العديد من الشهداء في 2015 وهو مصطف مع أبناء عدن وكل الشرفاء، وقدم العديد من الجرحى، ودفع ثمنا باهظا لهذا الموقف الوطني لتتعرض العديد من قياداته بعد التحرير للاغتيال، وصودرت مقراته، ومنع من ممارسة حقه في العمل السياسي، ورغم ذلك يشعر الإصلاح بكل الاعتزاز لذلك الموقف المبدئي الذي انحاز فيه إلى عدن وأبنائها، ويرفع اليوم بذكرى تحرير عدن أزكى التهاني والمباركة لعدن وأبنائها وكافة الشعب اليمني، ويؤكد أنه سيظل وفيا لهم وبجوارهم ومعهم حتى يعود إلى عدن استقرارها، وتعود لها مكانتها التاريخية.
إن ذلك النصر العظيم الذي تحقق في مثل هذه الأيام من العام 2015 لم يتأت إلا بالاصطفاف الوطني الشامل في المحافظة، وانتظام الجميع من أجل هدف واحد، ولن تنتصر عدن على واقعها المرير الذي تعانيه اليوم إلا بما انتصرت به ذلك اليوم، من اصطفاف لجميع القوى السياسية والمجتمعية والشخصيات الاعتبارية وعموم أبناء عدن وسكانها باتجاه هدف إنقاذ المدينة وأبنائها وسكانها مما حل بها، وحتى تحرير كل الوطن من انقلاب مليشيات الحوثي، وإحلال السلام العادل والدائم الذي يقوم على نزع عوامل وأسباب الاقتتال الداخلي وإعادة الاعتبار لكيان الدولة ومؤسساتها.
وما يحدث اليوم في عدن ليؤكد أنه لا بديل عن الدولة ومؤسساتها وأن كل المحاولات الرامية لإجهاض الدولة والعمل من خارجها أو إيجاد كيانات ومسارات موازية لعملها ليس إلا ضربا من العبث يزيد من الأزمة التي حلت بهذا الوطن وشعبه ويزيد من أزمته ومعاناته ولا أفق أو أمل بمستقبل يمكن التعويل عليه بتحقيق أمل أو نهضة أو تطور.

- عضو مجلس النواب - عضو البرلمان العربي - رئيس إصلاح عدن


في الخميس 21 مايو 2020 02:47:42 م

تجد هذا المقال في سهيل نت
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://suhail.net/articles.php?id=609