|
منذ انقلاب 21 سبتمبر الماضي والبلد متجه نحو مزيد من الفوضى والخراب، وفشلت ستة أشهر من الحوار مع الحوثي في إحداث اي انفراج وظهور أي ضوء في آخر النفق. وألحق انفرد الحوثي بالسلطة أضراراً جسيمة بالوحدة الوطنية، وأدت ممارساته الصبيانية وقراراته الإقصائية إلى زرع الانقسام في أوساط المجتمع اليمني كما لم يحدث من قبل.
واليوم .. يعيش الحوثي حالة اصطدام مع أغلبية القوى في الساحة اليمنية. ستة أشهر من السيطرة الحوثية على مفاصل الدولة أثمرت سلسلة من الجرائم والانتهاكات الغريبة عن أخلاق وقيم اليمنيين، من القتل والاختطاف واقتحام وتدمير المنازل والمساجد ونهب المعسكرات واعتقال الناشطين وإغلاق الصحف والقنوات وغيرها من التصرفات الحمقاء التي أساءت للثوابت الوطنية وعقدت المشهد اليمني بالكامل.
وشهد الناس انهيار أحلامهم وآمالهم المعلقة على ثورة 2011، فتضاءلت طموحاتهم في الحرية والكرامة وبناء اليمن الجديد في غمرة انشغالهم بمتابعة تداعيات الحروب التي يشعلها الحوثي في أرجاء الوطن. ستة أشهر من العبث الحوثي بمقدرات البلاد أوقعت اليمن تحت سيف التدخلات الدولية، وأوصلته إلى حافة الهاوية، ليصار الوضع في اليمن مرشحاً نحو مزيد من التمزق والاقتتال الأهلي. وبات مؤكداً أن الأوضاع قبل اقتحام الحوثي صنعاء في 21 سبتمبر الماضي كانت أفضل بكثير مما جرى بعده.
في الخميس 26 فبراير-شباط 2015 12:04:38 م