|
يعد الفريق الركن علي محسن صالح، سواء بصفته العسكرية، أو بصفته السياسية، أو بصفته الشعبية، من أهم مرتكزات المعادلة الوطنية، ومن الرجال القلائل الذين يعول عليهم في اختصار المسافات وقطع المراحل وتجاوز الطرق الوعرة، بحكم أهميته التي استمدها من تاريخ عسكري وسياسي مليء بالأحداث الجسام.
وخبرة طويلة في استيعاب الطيف السياسي الذي لم تتردد كل مكوناته بمختلف مشاربها من الاعتراف بأهمية الرجل، وباعتباره أساسا مهما في كل المعادلات اليمنية، بحكم امتلاكه لمجمل مفاتيح التركيبة الوطنية بأبعادها السياسية والعسكرية والقبلية.
فضلا عن ثقة المملكة العربية السعودية به، والتي تعززت خلال عاصفة الحزم على وجه الخصوص، ليبدو الرجل تبعا لكل ذلك رقما غير قابل للتهميش، ولا للاختزال، ولا للابتزاز.
من غير المعقول ولا المقبول أن يسمح لبعض المتحاملين من المحللين السياسيين والمعلقين الإعلاميين التطاول على هذه القامة الوطنية السامقة من خلال استدعاء بعض التقارير الملفقة والزائفة والمنتجة محليا بتوصيف الرجل بأنه على علاقة مع تنظيم القاعدة، ومن ثم تسويق زيف هذه التقارير إعلاميا بقصد ابتزاز الرجل وإضعاف مركزه الوطني.
نحن اليمنيون نعلم علم اليقين أن التقارير الدولية الصحيحة الموثقة هي تلك التقارير الدولية الاستخباراتية، وتقارير فريق مكافحة الإرهاب التي أكدت بأن الفرقة الأولى مدرع والألوية الأخرى الموالية لها بقيادة علي محسن، والتي اعتمدتها المبادرة الخليجية كأحد مكونات حل الأزمة اليمنية، كانت هي القطاع العسكري الفاعل الذي أخمد كل تحركات تنظيم القاعدة عقب انهيار الأنساق الأمنية لمكافحة الإرهاب التي أعدتها ودربتها وكالة المخابرات الأمريكية، وأصبحت لاحقا بكل قوامها الأمني جزء لا يتجزأ من التشكيل العسكري للمليشيات الحوثية بعد أن تخلت عن مهامها في حرب الإرهاب.
لازلنا نتذكر تقارير الخبراء الأمنيين والعديد من الباحثين المختصين في برنامج المكافحة الذين زاروا اليمن عقب انطلاق المبادرة الخليجية واشتعال الحرب مع مسلحي القاعدة في أبين وشبوة، لاسيما أولئك الباحثون المختصون بمهمة الرصد وجمع المعلومات، والذين منهم المختصون بتوصيف الأحداث "Description"، والبعض الآخر في تحليلها "Analysis"، وأكثرهم أهمية وحركة ونشاطا هم الذين زاروا محافظتي عدن وأبين لمتابعة الحرب ضد القاعدة في أبين، ورافقوا الجيش في حربه ضد عناصر القاعدة.
وعرفنا حينها أنهم مختصون بإجراء التوقعات وإطلاق التحذيرات "Anticipating & Warning"، وأن بعضهم جاء بغرض التمهيد لزيارة مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون الإرهاب "برينان" الذي وصل في تلك الفترة لمتابعة جهود الجيش في محاربة الإرهاب في محافظات أبين وشبوة ومأرب، وقابل الرئيس القائد الرمز المشير عبدربه منصور هادي في مكتبه بدار الرئاسة.
كل اهتمامات هؤلاء الخبراء الأمنيين والباحثين الدوليين انصبت في جمع المعلومات وإعداد الدراسات عن الجيش اليمني المساند لشرعية الرئيس هادي بقيادة علي محسن ودوره في حرب تنظيم القاعدة لاسيما بعد انخراط أهم لواء من ألوية الفرقة الأولى مدرع بقيادة اللواء فيصل رجب في عملية فك الحصار عن اللواء العسكري الذي يقوده البطل محمد الصوملي ومن ثم البدء بتحرير أبين من عناصر الإرهاب.
لا زلنا نتذكر أن زيارة هؤلاء الخبراء الأمنيين والباحثين الدوليين بالتزامن مع زيارة مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الإرهاب في حينها كانت على خلفية ما وصلهم من معلومات تؤكد على أن الأنساق الأمنية التي بنتها الولايات المتحدة بغرض حرب القاعدة في اليمن قد تعرضت إلى انتكاسة بسبب التفريط بها من قبل الشركاء السابقين في برنامج المكافحة وقطع التواصل بينها وبين البرنامج الدولي لمكافحة الإرهاب في المركز الإقليمي، وما نتج عن ذلك من سحب أمريكا لخبرائها الفنيين العاملين في اليمن.
تقارير هؤلاء الباحثين التي اطلعنا عليها في حينها كشفت أن سبب انقطاع التواصل بين برنامج مكافحة الإرهاب وبين الأنساق الأمنية العاملة في اليمن يعود إلى الغياب المقصود لـ"......" الذي كان يقوم بمهمة الاتصال.
مصدر عليم ذكر لنا في حينها "أن ما أقلق الأمريكان في تلك اللحظة يعود إلى أن أنساقهم الأمنية قد انهارت وتبعثرت بفعل سوء الاستخدام والفوضى الممنهجة والمقصودة بهدف إرباك تسلم الشرعية الجديدة لزمام الأمور، وليس بسبب حروب هذه الأنساق مع القاعدة"، وأضاف هذا المصدر بالقول "والأمر الذي كان أكثر إقلاقا لمساعد الرئيس الأمريكي لشؤون الإرهاب السيد "برينان" وهو يزور اليمن مع اشتعال الحرب مع مسلحي القاعدة في أبين أنه لم يجد أنساقه الأمنية تعمل في هذه الحرب، وهذه هي الكارثة بالنسبة له".
نعم، التقارير الدولية الصحيحة وغير الملفقة التي نعلمها علم اليقين، هي تلك التقارير التي تحدثت عن هذا الوضع بوضوح حيث أشارت في سياقها بالقول "إن أحداث أبين قد كشفت لمنسق الإرهاب المستشار "برينان" الغياب الواضح لأنساقه الأمنية العاملة في اليمن، وأن ما تبقى من هذه الأنساق أصبحت مبعثرة ولا تشكل أنساقا منظمة، رغم امتلاكها للكثير من الأجهزة الحديثة ووسائل التقنية وأن ألوية الفرقة الأولى دروع بقيادة اللواء علي محسن قد ملأت هذا الفراغ وتحتاج إلى ربطها بتقنية برنامج المكافحة".
لا زلنا نتذكر على مستوى المشهد الإعلامي احتفاء الرئيس "أوباما" في خطابه أمام الكونجرس بنتائج الحرب في أبين، حيث لم يكن متوقعا لدى منظومة الأمن الأمريكي وكذا الرئيس "أوباما" أن تسفر حرب تحرير أبين من سطوة القاعدة عن تلك النتائج السريعة، وأيضا النظيفة التي لا يشوبها عيب ولا خطأ.
هذه النتائج بالتأكيد كانت مصدر سرور لجميع أجهزة منظومة الأمن الأمريكي والرئيس أوباما شخصيا، بحكم ما سيكون لهذه النتائج من انعكاسات إيجابية على حملته الانتخابية للدورة الثانية.
لا زلنا نتذكر جيدا تلك الإشارة التي رفعها كاتب الخط الأمني لفريق المكافحة العامل في اليمن، والتي قال فيها: "لقد تمكنت وحدات عسكرية من ألوية الدروع بقيادة فيصل رجب ومحمد الصوملي ومعها اللجان الشعبية من هزيمة قوات أنصار الشريعة في "جعار" مما أدى إلى مقتل العديد من قيادات وعناصر أنصار الشريعة وفرار البعض الآخر، وحاليا يتموضع الجيش في القطاعات المهمة في "جعار" تمهيدا لإخضاع المنطقة للتمشيط الأمني وذلك بتقسيم المنطقة إلى قطاعات ودوائر وفق مقترحات عسكرية وأمنية بحتة، وفي ضوء مخططات وخرائط جوية محكمة تم التقاطها للمنطقة مسبقا، فيما قوات أخرى تتأهب لاستكمال السيطرة على العاصمة زنجبار".
وأضاف في إشارته: ".. فعلا لقد كانت هذه الحرب نوعية ومتقدمة بكل المقاييس وقد كتب لها النجاح بعد أن تهاوت مواقع الإرهابيين تحت الضربات الجوية الناجحة للطيران، وتمكنت قوات اللواء 201 من الوصول إلى جعار كما تمكنت قوات الدروع من الوصول إلى زنجبار".
هذه هي التقارير الدولية التي نعلمها ونحفظها، وليست هي ادعاءات وخزعبلات المحللين السياسيين من حديثي الذاكرة وعديمي الاطلاع والخبرة.
في الخميس 16 يوليو-تموز 2020 07:39:09 م