حقيقة الخلاف
الدكتور/محمد جميح
الدكتور/محمد جميح

فروق السنة والشيعة تتمثل في جذر الخلاف القائم بين أيديولوجيا "الهاشمية السياسية" وعموم المسلمين.
‏تيار الهاشمية السياسية يؤمن بالاصطفاء والحق الإلهي الذي يعني أن الهاشمي هو الأولى بالسلطة والثروة.
‏وهذا التيار -الذي تدثر بالتشيع- موجود في نصوص وأفكار وأشخاص من مذاهب شتى مع الأسف الشديد.
إنه الخلاف بين من يرى أن الإسلام "فكرة نبيلة" جاءت لخدمة الناس جميعاً، ومن يرى أن الإسلام "أسرة نبيلة" خلق الله الناس جميعاً لخدمتها.
ولذا، وبدلاً من تعويم الخلاف باسم التسنن والتشيع، علينا تحديده برفض المسلمين اليوم لتيار الاصطفاء والحق الإلهي الذي يختصر "الإسلام الفكرة" في "الإسلام الأسرة"، ولا يرى في "محمد رسول العالمين" إلا صورة "محمد جد الهاشميين".
إن نضال المسلمين اليوم لا يعني استمرار حروب السنة والشيعة، قدر ما يعني مقاومة كل المسلمين -سنة وشيعة- لمحاولات تحويل الإسلام -باعتباره ديناً للعالمين- إلى دين عصبوي يخدم أغراض شريحة من المسلمين في السلطة والثروة، على حساب قيم الإسلام ومصالح المسلمين.

- غدير الحوثي
احتفل الحوثي بيوم الغدير لا ليؤكد ولاية علي بل ليكرس ولاية عبدالملك.
‏إنه لا يوجب الاعتقاد بولاية ابن أبي طالب إلا ليجعلها رافعة تأصيلية لولاية ابن بدر الدين.
‏وهم لا يوالون علياً إلا بقدر ما يجلبه لهم من سمن وعسل.
‏لقد حول هؤلاء الكهنة شخصية علي إلى وسيلة لتحقيق مآربهم الدنيئة في السلطة والثروة.
ولولا أن القصد هو تكريس ولايتهم على اليمنيين، تحت مسمى ولاية علي، لكان علي بن أبي طالب أسعد الناس بصرف المليارات على آلاف الذين تضرروا من الفيضانات بدل صرفها على يوم غدير عيال بدر الدين.
‏ولا حول ولا قوة إلا بالله.


في الخميس 13 أغسطس-آب 2020 05:00:07 م

تجد هذا المقال في سهيل نت
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://suhail.net/articles.php?id=634