أوضح من الشمس
محمد عيضة شبيبة
محمد عيضة شبيبة

التمسك بالكرامة، ومحاربة العنصرية، ورفض الدونية، ومواجهة الطبقية، مسائل لا تحتاج فيها إلى فتوى، ولا تتوقف فيها حتى تعرف رأي الشيخ، لأن الشيخ قد يخطئ، أو يضعف، أو يتعصب، أو يرضى بالهون، أو تؤثر فيه البيئة، أو تقعده المصلحة، أو يقلد فيساير الموروث بدون أن يتأمل، أو يظن أن الجنوح للمسالمة في هذه الأمور أولى من المصادمة!

البشر ليس لهم من العصمة نصيب، فلا تُـربـط بهم القضايا المصـيـرية، ونصوص الشريعة واضحة، وحاشاها أن ترسخ لعنصرية، أو تقر طبقية، فالناس فيها سـواسـيـة، لا تربط صراع الكرامة مع سلالة الحوثي العنصرية بمواقف أشخاص مهما كانوا، فالنهار لا يحتاج إلى دليل، والله قد كرم بني آدم كما في محكم التنزيل، ولسنا في شك من أمرنا حتى نقول أيش رأي فلان، أو كيف موقفه؟!

من وقف مواقف العزة والكرامة فهذا الذي يليق به كإنسان، وهو نداء الفطرة التي فطر الله الناس عليها، ومن تخلف عنها، فما أهان ولا أذل إلا نفسه، الأمر أكبر من شخص، وأهم من فتوى، فلا تقبل الهون، أو الدون، وأنت تشم الهواء، ولو كنت وحدك، ولن تجد الإسلام إلا معك.

 

- غدير قم

دعونا جدلا نسلم أن الولاية بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت لعلي رضي الله عنه، ونسلم جدلا أيضا، أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما اغتصباها.

طيب: أيش تريدون؟! وإلى ما تهدفون؟!

لأن عليا بالإجماع قد مات، وأبو بكر وعمر قد ماتا أيضا!!

يعني صاحب السلطة، والانقلابيون عليه، قد ماتوا جميعهم، فلا نستطيع أن نخرج عليا من قبره لنمسكه الكرسي، ولا أبو بكر فوق الكرسي فنزيحه عنه!!

إذن أيش المقصود من إحياء يوم الولاية؟!

مع أن صاحبها -إن سلمنا أنه صاحبها- قد مات، ولن يقوم من قبره باتفاق المسلمين إلا يوم القيامة.

تحيون الولاية لمن؟! تشتوا غدير خم وإلا غدير قم؟!

يعني الخلاصة: من كان علي مولاه فإن عبدالملك مولاه!! 

فهل فهمتم غدير السلطة؟! والاحتفال من أجل الكرسي؟!

لا الموضوع علي، ولا هم يحزنون، وإنما علي يستخدمونه كرتا سياسيا، لإثبات أحقيتهم في الحكم والسلطة ومكوثهم فيها، ومكوثها فيهم إلى يوم الدين، وكفر من أخرجها منهم، أو أخرجهم منها، وأنه لعين ابن لعين!!

فهل فهمتم أيها اليمانيون ما معنى الغدير؟!

يعني الحاج حول نفسه، وصل له يقرب!!


في الجمعة 14 أغسطس-آب 2020 09:37:14 ص

تجد هذا المقال في سهيل نت
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://suhail.net/articles.php?id=635