|
قام علي بن أبي طالب باختطاف محمد قحطان السياسي اليمني المعروف وأخفاه، ومرت الأشهر ثم الأعوام، ومحمد قحطان مجهول المكان والمصير!
ذهبت أم محمد قحطان الطاعنة في السن ترافقها عصاها، إلى علي بن أبي طالب، تترجاه وتقول له: يا ابني عند الله ثم عندك خلني أزور ولدي محمد أشوفه، أو أشم ريحه، لمدة ثواني فقط، أرحم دموعي، ووجع قلبي، قد لي من ابني أكثر من ست سنوات، لا أدري أين هو، ولا ماذا صنعتم به؟!
لم يستجب لها علي بن أبي طالب، ولم يرحم دموعها، أو يعرها أي اهتمام!
أتت زوجة محمد قحطان إلى عند علي بن أبي طالب، تناشده هي الأخرى، أسألك بالله وعظمته يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قل لي أين زوجي؟ نشتي نسمع صوته، أو نبصر صورته، أو نعرف مكانه؟! أرحم بناته وأولاده.
وعلي للأسف، مبرطم، لا يتجاوب معها، ولا يرد على مناشدتها، وكأنها تتحدث مع صخرة.
أتى أولاد محمد قحطان الصغار، وبدورهم ناشدوا علي بن أبي طالب، يفرج عن أبيهم، أو يدخلهم السجن يشوفوا صورته، وقالوا له: مضت ست سنوات يا عم علي، اختطفتموه وإحنا صغار، يمكن معاد يعرفنا، وإحنا معاد بانعرفه!
نفس الرد، لم يتفاعل مع طلبهم.
كرروا عليه المناشدة، يا عم علي: ما قلنا تفرج عنه، طلبنا بسيط جدا، نشوف صورته، ويشوف صورنا، يتصل لنا، أو نتصل له، جدتنا يا عم علي، وأمنا، وأخواتنا، لهن أكثر من ست سنوات قد ابيضت عيونهن من الحزن، اتق الله فينا.
طلبنا نعرف أين هو، أو ما هو مصيره، وأنت لا ترد علينا، ولا تتجاوب مع مطالبنا!
يا عم علي إذا قد قتلتموه، سلموا لنا جثته، وإذا ما تشتي تسلم جثته، مع أنك داري أن كرامة الميت دفنه، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم دفن جثة أبا جهل، فقل لنا أنكم قد قتلتموه، نصلي عليه صلاة الغائب، ونقنع من الملاحقة بعدك، ونرفع قضيتنا إلى الله!
ويستمر علي بن أبي طالب في نفس الصلف، لا خلاهم بعد كل هذه السنوات يتصلون لأبيهم، أو يبصرون صورته، أو يزورونه، أو يخبرهم عن مصيره!
لم يرحم علي بن أبي طالب لا أما ولا زوجة ولا عيالا صغارا.
لا عمل بأخلاق الإسلام، ولا بشيم العرب، ولا بقانون الغرب.
أيها الإخوة:
أولا: ما يحصل لمحمد قحطان في معتقله، هي الحقيقية، وهو الواقع كما هو، لازدنا ولا نقصنا، وأتحدى أي حوثي يُنكر هذا الإجراء المنحط، الذي اتخذوه في حق المختطف محمد قحطان، وفي حق أسرته المكلومة.
ثانيا: حاشا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، أن يكون هو السجان، أو أن تكون هذه أخلاقه، وهو العربي الشهم، والمسلم الكريم والصحابي الجليل.
ثالثا: اخترت هذه الطريقة في هذا المنشور لأقول للمغترين بالحوثي، ما جرى لمحمد قحطان هو الواقع، فهل ترضون أن ينسب هذا التصرف المنحط لعلي بن أبى طالب فإن قلتم نعم، فقد أسأتم لعلي إساءة بالغة، ووصفتموه بالتجرد من كل القيم والأخلاق والإنسانية، وحاشاه!
وإن قلتم لا أبدا لا نرضى، ولا يمكن أن يمنع علي بن أبي طالب أم السجين أو زوجته أو صغاره، من رؤية سجينهم أو يخفي عليهم مصيره سنوات متتالية، مهما كان ذنبه، لأن هذه أبسط حقوقهم.
قلنا لكم، فهل فهمتم وتبين لكم أن عبدالملك الحوثي بتصرفاته هذه ومعتقلاته وإجرامه في طريق غير طريق علي، ولا صلة له بعلي لا من قريب ولا من بعيد.
- ملاحظة:
المختطفون كثير، وإنما ذكرت محمد قحطان فرج الله عن الجميع لمعرفتكم جميعا بحاله، ووضع سجنه والتي لا يستطيعون إنكارها.
انتظر الرد من الحوثيين.
هل من رفض منع الماء عن الذين يقاتلونه في أرض المعركة، وأصر أن يترك لهم كي يشربوا، يمكن أن يتصرف مع أي سجين كما تصرف عبدالملك الحوثي مع المختطف محمد قحطان؟!
هل هذا الذي تقولون إنه علي بن أبى طالب حق اليمن؟!
أشتي تردوا على أسئلتي ولا تخرجوا عن الموضوع.
في السبت 22 أغسطس-آب 2020 04:43:27 م