الذكرى الـ 30 لقيام الإصلاح
محمد أحمد بالطيف
محمد أحمد بالطيف

الإصلاح حزب سياسي مدني في وسائله وآلياته. ذو خلفية دعوية إسلامية في مرجعياته وتصوراته.
وهو يمثل مشروع نهضة أمة قد استمرأت الانحطاط حتى أنها الفته وباتت تستنكر وتستغرب دعوات الصحوة والنهوض من جديد.
أجمل ما في الإصلاح أنه فكرة وحركة ومشروع متكامل البناء والتصورات.
قد تعتريه بعض نواحي القصور والضعف في ترجمة كل تلك الأفكار والتصورات إلى خطوات عملية على أرض الواقع، ولهذا أسباب داخلية لا ينكرها أحد، لكن العين المبصرة لن تخطئ الأسباب والمعيقات الخارجية والموضوعية التي ما برحت تنتصب بكل ثقلها في الواجهة من وقت لآخر. لكن من أجمل ما في الإصلاح أن للعاملين فيه حق النقد الذاتي إلى حد التشنج والانفعال في جو تسوده روح المحبة والإخاء والود والصفاء، فلا مكان للضغائن البينية في نفوس منتسبيه، بل مزيداً من التفهم والشعور بالحرص والمسؤولية بين الجميع الأفراد.
حتى أولئك الذين ضاقت أنفسهم من منتسبيه واستفرغت قواهم وطاقاتهم وسعها وطالت عليهم الطريق وقرروا أن يخلدوا إلى الراحة والتفرغ لشؤون حياتهم الخاصة، ما يلبثون أن يشدهم الشوق مرة أخرى ليعودوا إلى كنفه الدافئ فيلاقون فيه كل الحب والترحاب والاحترام والتقدير.
الإصلاح قد يكون مشروعاً مؤجلاً نوعاً ما لكنه في كامل جاهزيته للانطلاق في اللحظة المناسبة.
الإصلاح فرس عربي إسلامي أصيل قد أخذ أهبته وعانق كل أسباب النجاح في انتظار فارس أحلامه الذي يمتطي صحوة المجد منه ثم يبعثه خلقاً جديداً فتياً قوياً لائقاً به وبتضحياته ومقدراته وآمال الناس فيه.
جميل الإصلاح حين يسعدنا ويفرحنا بأدائه الرائع فنهتف له بكل ثناء ومدح وإطراء. كما أنه جميل أيضاً حين يتعثر ويخفق فنجلده بكل ما أوتينا من قوة النقد الغاضب إلى أبعد مما يتصور الناقدون الغاضبون، حتى يظن الرائي أن صدعاً كبيراً على وشك الحدوث داخل البنيان الإصلاحي الواحد، ما تلبث الأمور أن تعود إلى مجاريها السابقة تحفها حميمية الأخوة الصادقة والحرص المتبادل.
الإصلاح تجربة يمنية إسلامية معاصرة فريدة ليس لها نظير سابق تحذو حذوه. ولا مثل قريب تسترشد بنهجه. فبدأت تشق طريقها بسم الله وحده في خضم بحر سياسي متلاطم الأمواج. وظروف عالمية وإقليمية ليست أليفة. ومجتمع محلي قليل الخبرة متواضع الثقافة وكثير المشاكل والتحديات. وبيئة إسلامية تائهة الرؤية نحو القضايا المعاصرة الكبرى ومرتبكة في فهم العلاقة بين الدين والسياسة.
رغم كل هذه المعيقات وغيرها، قبل الإصلاح التحدي وراح يكافح في كل الاتجاهات دفعة واحدة. وقد حقق الكثير والكثير وأخفق في الكثير أيضاً. ولا زال يباصر الأمور ويسدد ويقارب وينهض ويتعثر، لكنني أقولها وبكل ثقة وأؤكد وبكل جزم أنه قد سلك طريق الجادة، ويا له من طريق شاق ومضنٍ، لكنه الطريق المنشود.


في السبت 12 سبتمبر-أيلول 2020 07:21:03 م

تجد هذا المقال في سهيل نت
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://suhail.net/articles.php?id=653