|
العظماء الكبار الذين يرحلون بصمت الزهاد وشرف المناضلين وتواضع المصلحين، وأصالة الأحرار ونبلهم، يرحلون وقد أدوا ما عليهم وأفضوا إلى ربهم بما قدموا بين يديه.
من هؤلاء العظماء الكبار قدرا والمغمورين حضورا، كان هذا الشيخ الجليل والأستاذ والمربي الفاضل والمصلح الحكيم الشيخ مهيوب سعيد مدهش الشرعبي.
رحل إلى باريه اليوم بعد رحلة تربوية طويلة في ميدان التربية والتعليم والإصلاح الاجتماعي، رحل اليوم بعد أن وضع مع رفاقه الأساسات الصلبة، ووضعوا البذور التي أينعت كل هذا الصمود وكل هذه التضحيات العظيمة التي خطها مدارس ومعاهد عدة على ما تبقى من نقوش سبأ وحمير ومعين في مأرب التاريخ والحضارة.
رحل الزاهد العابد وكثيرون يجهلون أن هذه الجمهورية كلها تجني اليوم ثمرة كفاح وجهاد هذا الرجل الزاهد المجاهد، الذي أسس اللبنات الأولى لهذه المنظومة التي أثمرت سداً منيعاً لجأ إليه اليمنيون وقت الشدة والسقوط، ليستظلوا بالخيمة التي كان قد نصب حبالها المتينة مع كل أحرار مأرب ورجالها الأبطال منذ سبعينات القرن الماضي.
لروحك السلام يا شيخنا وأستاذنا، الذي عاش مربيا فاضلا وأستاذا نبيها ومصلحا حليما وشيخا كريما، فإلى جنان الخلد مثواك شيخنا وأستاذنا وتقبلك الله في واسع مغفرته ورضوانه، وعزاؤنا لأهلك وذويك وكل اليمنيين بهذا المصاب الجلل، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
في الجمعة 30 أكتوبر-تشرين الأول 2020 08:41:55 م