|
رد قادة الحوثيين على كل الأصوات التي طالبت بوقف الحرب مؤخراً "بأن الله هو من أمرهم بأن يهاجموا مأرب ويحررونها".
هذا يعني أن الحرب هي أمر إلهي أوحي لهم بإشعالها من عند الله، وأن إيقافها معصية.
ومهما بدا أن هذا الإدعاء ساذج ومبتذل ومستخف بعقول الناس على نحو ما يعتقد أصحابه أنه وسيلة للحشد لمواصلة الحرب، إلا أن الرد بهذا الإدعاء الذي يصدر عنهم بما يشبه اليقين، يكفي ليعرف الجميع من هو الطرف المسئول عن الحرب، والذي يحب أن توجه إليه رسائل الضغط والمسئولية.
والحقيقة أن إطلاق الادعاء الساذج في هذه اللحظة، وبهذا الأسلوب المتهافت، إنما يهدف إلى تثبيت السيقان المرتعشة والهاربة في هذه الجبهة التي مما سيسجله لها تاريخ الحروب أنها كشفت عورة هذه الجماعة على كل المستويات.
"إن الله يأمر بالعدل والإحسان"..
ولا يأمر بالبلطجة وإشعال الحروب وسفك الدماء.
- لأن اليمنيين لم يهتموا ببناء الدولة التي تحميهم من التسلط ومن حروب التغلب التي طالما أشعلت بحثاً عن السلطة، فقد كان عليهم أن يدفعوا أثمانا باهضة من أجل السلام.
حروب اليمنيين هي سلسلة من حلقات متداخلة يشتبك فيها التغلب الذي تتسنم صهوته قوى التسلط والبغي، والسلام الذي هو الغاية التي يسعى إليها البسطاء والمتعبين من الشعب، وهؤلاء هم ضحايا التسلط ووقود الحروب.
بعد كل هذا الثمن الضخم الذي دفعه اليمنيون من أجل السلام لا بد أن يكون السلام في المستوى الذي يجعل هذا الثمن حجة أمام التاريخ.
رصيد هذا النوع من السلام "المحترم" يتعزز اليوم بإرادة المقاتلين الذين يتصدون لجحافل الهمجية القادمة من مخلفات التاريخ ممن أسرفوا في البغي وتجاوزوا قيم التعايش إلى الهيمنة المغلفة بإفلاس أخلاقي وقيمي لا مستقبل لها في يمننا الحبيب.
صمود مأرب والضالع وإمدادات الجنوب والساحل الغربي، وتأهب كل اليمن لكسر وهزيمة هذا المشروع النزق الحوثي – الإيراني، أعاد الحيوية للموقف الدولي كما رأيناه في قرار مجلس الأمن مؤخرا، ولا بد أن يتواصل التراكم من هذه النقطة قولاً وفعلاً على الأرض.
في الجمعة 05 مارس - آذار 2021 09:01:51 م