|
يحمل مشروع الحوثي فناءه ونهايته في مضمونه وأصله وطبيعته، كونه ينصدم وأبسط مقتضيات العدل والمساواة والكرامة الوطنية والإنسانية، وما تحتمه مقتضيات هذا العصر من أساليب حكم غير كهنوتية وغير عنصرية تستند إلى مزاعم حق إلهي.
وما يجعل لجماعة الحوثي صولة وجولة هو أنه لم تتم مواجهتها كما يجب منذ نشوئها، حتى أن حرب الست سنوات الأخيرة تبدو وكأنها تمت لتمكين الحوثي، وأبلغ دليل هي الانقلابات التي حصلت في عدن، وإنشاء مليشيات متناحرة، بأهداف دون وطنية، وما آل إليه الوضع في سقطرى.
هل هناك مراجعات وتغير الآن في سياسات وأساليب المواجهة، والعودة إلى المبادئ والأسس والنهج الصحيح الذي من أجله تدخل التحالف العربي؟
نأمل ذلك، وننتظر ونرى.
عندما استشهد "القشيبي"، وسيطر الحوثي على عمران، في غفلة وطنية أخلاقية وتاريخية، وسوء تقدير لعواقب الأمور، من جهات عدة، وتواطؤات وتحالفات غبية، قلت حينها، إنه لا مستقبل للحوثي في اليمن، ولو بلغت سيطرته إلى المهرة.
ما تزال الفرضية اليوم، هي ذاتها، ستلفظ اليمن الحوثي في النهاية، وصمود مأرب، بعدة وعتاد محدود، يدل على أن صاحب الحق إذا قرر أن يكون، سيكون.
ولو حظي الدفاع عن صنعاء بقدر يسير من الإرادة والتصميم الذي يتوفر الآن لمأرب، مع ما كان يتوفر لحماية صنعاء من إمكانيات عسكرية ضاربة، لما دخلها الحوثي ولو بعد مئة عام، ولأعيد إلى كهفه خائبا وخاسرا وممقوتا، عودة أبدية نهائية، ولا يليق بالحوثي وبمشروعه الظلامي غير الكهف المظلم.
لكن المشكلة ليست حوثية تماما، فالمشكلة الأكبر والخلل يكمن في طريقة وأساليب وسياسات المواجهة كما تقتضيه الحالة الحوثية، ويحتمه الواجب تجاه اليمن وأهله ومصيره، في الستة الحروب، وحرب الست سنوات، وفي اجتياح صنعاء.
ويخطئ من يظن أن الحوثي سيجنح للسلم يوما، ولمن نسي، فإن الحوثي يخوض الحرب ضد اليمنيين منذ 17 عاما، وهو مستعد لخوضها ضعفي هذه المدة وأكثر، وعبدالملك الحوثي يؤكد دائما بأنه مستعد لخوض حرب عبر الأجيال، أو حرب حتى يوم القيامة.
الحوثي سيتلاشى بالحرب، في النهاية، أما السلام فإنه لن يستوعبه، ولن يتعاطاه، وهو لا يعرف إليه سبيلا.. والله المستعان.
في الأحد 14 مارس - آذار 2021 08:28:36 م