عن الشهيد أمين الوائلي
عدنان الجبرني
عدنان الجبرني

في خيمته بوسط صحراء الجوف، تجده أحيانا يجلس والمغذّية التي تمتد إلى شرايينه معلّقة في عمود الخيمة، وجهاز اللاسلكي بيده الأخرى التي لا يخفى اهتزازها، وتعب صاحبها.

وبعد أخذ الأدوية يقوم إلى سيارته ويتنقل بين الوحدات والأفراد، يقوم بدوره كشاب في ربيع العمر، مدفوعا بحِنَة المحارب.
قال لمن حوله وهم ينصحونه أن يسافر للعلاج "كلما نصد هجوم أو نهاجم ونحرر مواقع أشعر أنني تعافيت، أنسى أنّ بي شيء"، كانت المعركة وحدها تسكن روحه وتجلب له السكينة.
إن أعظم ما فعله الوائلي في فترته الأخيرة هو اهتمامه بشكل أكبر بتأهيل قادة القطاعات والمحاور وإسناد المفاصل القيادية بالمنطقة السادسة لخيرة الرجال، بروحية بطل تحلّق روحه في الأعالي، ويريد أن يطمئن على ما أنجز وبنى وناضل من أجله في إعادة بناءه للمنطقة السادسة من العدم في الصحراء عام 2015.
مع الله أيها القائد، مع الله يا بطل، تعازينا لبلدك الذي وهبته عمرك ودمك، تعازينا لقائدك وملهمك الجنرال علي محسن الذي أحبك ورأى فيك منذ البدايات نجابة أبناء الفلاحين الشجعان، وبقي سندا لك طوال هذه المسيرة الناصعة يحنوا عليك كأب ويفاخر فيك بزهوٍ كما أمثالك الذين تصدوا للجائحة في أصعب لحظات البلاد، لرفاقك الذين ما فتئوا جميعاً يعبرون عن دهشتهم من جلدك وصبرك ونكران ذاتك، لعائلتك التي فقدت يمنها الأصغر المتجسد فيك.
في أمان الله، نم بسلام، سيثمر زرعك أيها الأمين.


في الأحد 28 مارس - آذار 2021 07:55:36 م

تجد هذا المقال في سهيل نت
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://suhail.net/articles.php?id=742