لن نعود إلى ما قبل السادس والعشرين
محمود ياسين
محمود ياسين

لا يتطلب الأمر جدلا من أي نوع، هي مسألة بديهية.

كيف أصبحنا بعد السادس والعشرين من سبتمبر، وكيف بعد الحادي والعشرين؟

أصبحنا أفضل بثورتنا الشعبية، وأسوأ بعد ثورتكم الخاصة.

امتلكنا بعد السادس والعشرين حس المواطنة المتساوية، وشراكة الدولة، والوظيفة العامة، والانتماء.

وبعد الحادي والعشرين من سبتمبر كأنما هي محاولة إعادتنا للحادي والعشرين من سبتمبر 1962م.

اللهجة والاستئثار والاستهتار والقسر والدولة، التي بقدر حاجتنا إليها، بقدر حرماننا من كل امتيازاتها ووظائفها، الدولة الصارمة التي لك منها كل شيء، ولي منها الوعيد والزنزانة.

وبشكل مقلوب تسعون لتسمية ثورتنا انقلابا وانقلابكم ثورة، ولم تبذلوا جهدا حتى لخداعنا بكوننا شركاء في دولتكم الجديدة، دولتكم التي وكل ما سعى أكثرنا عقلانية ونزوعا للتسوية، كل ما سعينا لدفعها صوب دولة الجميع، كل ما دفعتم بنا لنبدو مجرد خونة لقدس أقداس اليمنيين، ثورتهم التي إن فقدوها من ذاكرتهم فقدوا كل شيء.

سنوات ولم تمنحوا أي أمل بالممكن، جردتمونا حتى من الأمل، وفي حالة من تكريس الاستحواذ والفصل والاستئثار وكأن لا وعي بأحد أو بفكرة غير وعيكم بأنفسكم.

وها أنتم لم تحققوا أي خرق اجتماعي، ولم تحصلوا على أي شريك وطني، وقفتم في المنطقة الفاصلة "أكثر ظلامية من نموذج الإمامة وأقل وعيا ومرونة وأكثر شمولية حتى من النموذج الإيراني".

تعود أمراض الماضي وتطفوا علاتنا على السطح، وتعود الكائنات لعاداتها السيئة، ويعود ذو القرنين ويأجوج ومأجوج، لكننا لن نعود لما قبل السادس والعشرين، ذلك مناقض لطبيعة الوجود ولفكرة الخلق والتكوين.

"أعود

إذا كان لي أن أعود

إلى دمعتي ذاتها

إلى خطوتي ذاتها

لكنني لن أعود إلى قرطبة".

- من صفحة الكاتب في فيسبوك


في السبت 25 سبتمبر-أيلول 2021 06:55:23 م

تجد هذا المقال في سهيل نت
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://suhail.net/articles.php?id=801