رحلت أم قحطان..
محمود ياسين
محمود ياسين

كان بودنا فقط لو نعرف لمن كان علينا أن نقول: عظم الله أجرك.

لك يا صاحبي، أو نقولها لأمك قبل أن تموت.

أخبرونا فقط، هل هذا كثير؟

أرأيتم إلى أي درجة أمسينا قنوعين، وبحاجة فقط لمعرفة ما إن كانت المسافة بيننا وبين ما تبقى من آدميتنا كافية، ما إن كان لأسماء من نحب شاهد قبر، أو خربشات على جدران زنزانة؟

لا تنكرون علاقتكم بالموت، فما الذي يخيفكم في الاعتراف بمصير رجل لدى الجميع مبررات قوية لمحبته ولا مبرر لديكم لكراهيته، حد إبقائه في برزخ شخصي يسحب معه أرواح عائلته ليموتون في السبعين أو السابعة عشر.

أطلقوا سراح صاحبنا، أو امنحونا شاهد قبر نمضي إليه كل ما احتجنا للبكاء واستدعاء رحمة السماء لأجله، أما أنتم فقد مزجتم وجودكم بالوحشة والقطيعة، حتى مع ما كنتم عليه يوما.

لم ننساك يا صاحبي، كل ما هنالك أنهم أرهقوا فينا حس الأمل، جردونا حتى من توقع الخير ومراجعة النفس ومن الرحمة ومن العقلانية، ومن محاولة جعل الأمور أقل سوءا.

رحلت أم قحطان، وهي تحدق فيكم على طريقة تلك العجوز المقدسية قبل قرون، العجوز التي لم تخف من الموت، وكانت كما قال الجندي الصليبي: تنظر إلينا نحن جيش الرب، بشفقة على من يمضون في طريق القسوة بمعزل عن طريق الرب.

- من صفحة الكاتب في الفيسبوك


في الأحد 21 نوفمبر-تشرين الثاني 2021 07:51:43 م

تجد هذا المقال في سهيل نت
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://suhail.net/articles.php?id=827