استشهد القائد..
يحيى الثلايا
يحيى الثلايا

من يقدر على وصف البطولة أو نعيها والرثاء؟

"أبو منير".. خيرة فرساننا بلا منازع.

بطل كل المهام وحامي كل الثغور وقائد كل المناطق ومقدام كل المعارك.

منذ البدايات الأولى لم يتغيب أو يتخلف عن تلبية نداء الوطن والواجب وحين شاهد صنعاء تسقط بيد بقايا الأئمة لم يترك بزته العسكرية يعلوها الغبار فضلا عن التفكير بمسايرة عصر الذل.

ظل وفيا لجمهوريته ومؤسسته العسكرية التي كان واحدا من خيرة ضباطها.

ابن مؤسسة الحرس الجمهوري المحترف الذي بقي حارسا أمينا لجمهوريته دون انحناء.

أسس في العام 2015 مع رفاقه الأشاوس وحدة عسكرية من خيرة وحدات الجيش الناشئ آنذاك وأبلى فيها بلاء حسنا في نهم الرجولة والإباء.

غادر اللواء فتعين مديرا لدائرة العمليات، ثم عاد إلى نهم مجددا قائدا للمنطقة العسكرية السابعة لفترة تجاوزت العام.

في أشد محطات الاحتياج للرجال كانت تشرئب الأعناق نحو "أبو منير" دون سواه.

خلال سبع سنوات تنقل بين كل المواقع والوحدات والمهام قائدا في الإرادة والتفكير، جنديا في البساطة والمثابرة، تعين لفترة قائدا للمنطقة العسكرية الثالثة ثم استقر به المقام رئيسا لهيئة العمليات.

ظل يهوى الميادين وخطوط النار دون سواها كما تهواه ويلتف حوله الجنود كأب وأخ ورفيق سلاح فذ.

فسيح كامتداد صحراء مأرب والجوف ووديانها ومشرق كإشراقة شمس وادي سبأ، فارع الطول والقامة كطول أعمدة عرش مملكة سبأ، شامخ ثابت عميق الجذور والانتماء العريق والأصيل كجبال ظفار وبلاد ذي رعين الحميرية التي أنجبته في الرضمة ومنحته للجمهورية في أحلك ظروفها وأشدها احتياجا لأمثاله العظماء.

هو آية في الشجاعة والحضور والمثابرة والتواضع ونكران الذات والانضباط والدقة في تحمل المسؤولية.

أصيب عشرات المرات في الأشهر والسنوات الماضية وبعد كل إصابة يعود للميدان بكل تجرد وإباء.

ما كان لمثله أن تفوته خاتمة كالبدايات المشرقة.

وقد كان لك ذاك قائدنا العظيم.

الفريق الركن ناصر الذيباني شهيدا مجيدا جمهوريا في الخالدين.

في يد الله أيها البطل.

وحسبنا أننا نسلك طريقك ودربك.

والعاقبة للمتقين.

والله مع الصابرين.

وإن غدا لناظره قريب.


في السبت 18 ديسمبر-كانون الأول 2021 08:57:48 م

تجد هذا المقال في سهيل نت
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://suhail.net/articles.php?id=839