|
للمرَّة الألف فإنَّ حشر الدِين في تفضيل سلالة معينة، والزعم بخيريتها على غيرها، هو من يسهل جذب البسطاء من بني جلدتنا للقتال مع هذه السلالة وتمكينها من رقابنا وبلادنا، وليس الذنب ذنب هؤلاء البسطاء، بل ذنب من زرع في عقولهم هذا التمييز الطبقي، والتفضيل السلالي!
وماذا نظن بعد هذا التأصيل للتفضيل أن يحدث من عامة الناس، إلا الحب لهم والحرب معهم؟
إنَّ السلاليين اليوم يستدلون أمام البسطاء بكتابات، وكتب، ومنشورات، وفتاوى، من يخالفهم فيقولون للعامة، انظروا رغم أنهم يخالفوننا إلا أنهم يعترفون بفضل سلالتنا، وسمو عِرقنا، وأنًّ لنا الصدارة والحق والحقوق والأولوية!
إنَّ بعض البسطاء والعوام ينتحرون دفاعا عن كاهن مران، شعارهم "معك يا بن رسول الله"، فمن حشر في عقولهم أن هذا الكاهن القابع في ضحيان هو ابن رسول الله؟!
علينا أن نتقِ الله في وطننا، في دماء أبنائنا، فإن بلادنا لن تتعافى ما دام فيها من يرى نفسه هو الأحق والأصلح والأشرف، وما دام هناك من يرسخ لهم نظريا وعمليا بوجه أو بآخر هذا المعتقد العنصري، والتعالي السلالي!
ارجعوا إلى روح الإسلام، وسمو رسالته في سواسية الناس وأنهم أبناء لأب واحد، أصله من قبضة من طين، فلا فضل فيه لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود، ولا لعدناني على قحطاني ولا لقحطاني على عدناني إلا بالتقوى والعمل الصالح.
وردوا المتشابه من النصوص إلى المحكم، والمجمل إلى المبين، والظاهر إلى مقصد وروح الشريعة يعش الناس في كنف المساواة، تحت سقف واحد، وعلى أرضية واحدة لا طبقات فيها ولا عقبات.
بثوا روح المساواة بين طلابكم، ومن على منابركم، وعبر منهاجكم، ودعوا ما غير ذلك من طبقيات فإنها منتنة.
"إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم".
في السبت 08 يناير-كانون الثاني 2022 08:09:18 م