الإسلام نظيف من العنصرية
محمد عيضة شبيبة
محمد عيضة شبيبة

من السخرية أن يبذل الإنسان غاية جهده ليُقنع أناسا من بني قومه بأنهم مثل غيرهم من بني البشر، يتساوون كأسنان المشط، وأن الناس جميعهم لآدم، وآدم من تراب، لا فضل لأبيض على أسود، ولا لعربي على أعجمي، إلا بالتقوى، فيصيح قومه هؤلاء في وجهه، ويسخرون من جهده.

ويردون عليه قوله، لسانهم وحالهم يقول: لا وألف لا، لقد جئت شيئا إدًا، تكاد اليمن تخر منه هدًا، هم أفضل منا ونحن دونهم، وسلالتهم أعلى، وسلالتنا أدنى، فلا نرتض غير هذا قولا!

كم سيكون هذا الداعية الكريم غريبا في قومه هؤلاء، وكم سيكون هذا الغريب مقهورا من صنيعهم هذا؟!

يريد أن ينتشلهم من بين الأقدام والركب، حتى يتساوون مع غيرهم رأسا برأس، فيأبون إلا القاع والحضيض، بل ويريدون أن يجروا معهم من أراد إكرامهم فيهوُون به إلى المكان الهين الذي ألفوه!

يا للسخرية أكبر حينما يسعى البعض وخاصة من المتدينين لِيُلْبِس هذه الطبقية والدونية وهذا الفرز العنصري المتعالي، ثوب الإسلام النظيف، البريء من كل أشكال العنصريات الجاهلية!

ويا للسخرية حينما ينسبونها لنبينا الكريم، الذي كان على خلق عظيم، وهو الذي وضعها تحت قدمه وقال في حجة وداعه: "لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود، إلا بالتقوى".

ويا للسخرية حينما يصبح من يدعو إلى أن الناس سواسية هو المخطئ، والمخالف للدين والسنة، وأن الذي يُكرس الطبقية، ويُؤَصل للدونية هو صاحب الحق والدليل!

وصدق المقنع اليماني:

وَإِن الَّذي بَيني وَبَين بَني أَبي وَبَينَ بَني عَمّي لَمُختَلِفُ جِدّا


في السبت 19 فبراير-شباط 2022 08:04:20 م

تجد هذا المقال في سهيل نت
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://suhail.net/articles.php?id=865