|
أوروبا العلمانية، بكل مستوياتها الصلبة والناعمة، لم تصل بعد للقول إن المسيحية ماضي وانتهى، ويجب تجاوزها، رغم حالة الفصل التام بين الدولة والمسيحية كدين، إلا أنها لا تزال تعتبر المسيحية مرجعا روحيا للدولة والمجتمع والفرد، وينظرون للدين كتراث روحي لا يمكن تجاوزه.
هذه أوروبا، التي خاضت حروبا طاحنة فكرية وثقافية وسياسية وعسكرية متعددة، على مدى عقود وقرون ضد سلطان الكنيسة المسيحية.
أما في مجتمعاتنا المتخلفة في كل شيء، يأتي أحدهم ويقول: "لا يجب حفظ القرآن ولا يجب الاحتفاء بحفظة القرآن"، وكأن القرآن مشكلة، وسبب تخلفنا، وليس عقول هؤلاء التافهين المنحطين، الذين لا نفعوا في حفظ القرآن، ولا في تعلم الفيزياء والرياضيات والفلك والطب والكيمياء.
ولا تركوا الناس وشأنها، وكل مؤهلاتهم أنهم تافهون فحسب، عدا عن أنهم عالة في هذه الحياة ولا يجيدون فيها شيء.
يعتقد هؤلاء الببغاوات أنه لمجرد كتابتهم لمنشورات في الفيس بوك مليئة بالأخطاء لغة وفهماً، أنهم أصبحوا ذي قيمة وشأن، يحق لهم أن يفتوا في كل شيء، ولا يدركون أنهم مجرد أغبياء ومضحكون ومقرفون للغاية.
ولهؤلاء نقول إن الإسلام والقرآن والعربية، هي أهم تجليات هويتنا على هذه الأرض، ولا يمكن أن نتجاوز هذه الحقيقة، رغم حالة التشويه الذي اعترى الإسلام اليوم من جماعات الإرهاب السلالي والفكري بمختلف مسمياتها.
ولا يعني أن هذا التشويه للإسلام سيحجب هذه الشعوب المسلمة عن تتبع منابعه الصافية والعذبة دينا ومنبعا للكرامة وللحرية والمساواة والعدالة والإنسانية الحقة.
إن مشكلتنا الجوهرية اليوم ليست مع الإسلام كدين، وإنما مع اللصوص والمشعوذين، الذين حاولوا ويحاولون اختطاف الإسلام وتحويله لدكان خاص، وصورة مشوهة متطرفة وعنصرية، لا يمكن القبول بها.
معركتنا مع هؤلاء، ومع الجهلة، الذين يرون أن هذه الجماعات المتخلفة والهمجية تمثل الإسلام من قريب أو بعيد.
في الجمعة 25 فبراير-شباط 2022 12:11:19 ص