|
ما كان لبطل عظيم واستثنائي مثلك أن يموت إلا ميتة شموخ.
اللواء الركن ثابت مثنى جواس، أحد أبرز قادة الجيش وأبطال الفداء الذين تحتفظ بهم ذاكرة الأجيال قروناً، يستشهد اليوم عن سيرة خلود ومجد نادر الحدوث والتكرار.
في ذمة الله أيها البطل المجيد.
ما بين أقصى الشمال وأقصى الجنوب، مسافات طوال ومساحات شاسعة يصعب للغاية، وربما يستحيل، أن يطويها شخص واحد، ليخط فيها إمضاء العظمة والبهاء بدمه ورجولته وبطولته وشرفه العسكري.
لكن ثابت جواس فعلها، وامتدت بطولته وقصة كفاحه وزعامته من مران إلى عدن.
تعارف الناس أن يمنحوا لقب البطولة للقادة الأفذاذ، الذين ختموا حياتهم بالشهادة، لكن جواس، يحفظ اسمه كل الشعب، كواحد من أبرز رموزه وأبطاله الميامين منذ 18 عاما سبقت لحظة استشهاده.
عرفْت العشرات خلال سنوات مضت، أطلقوا على أبنائهم اسم جواس أو ثابت، تيمناً وفخراً بالقائد الكبير والبطل العظيم "ثابت مثنى جواس"، الذي برز اسمه عام 2004، كواحد من عمالقة المؤسسة العسكرية اليمنية الأفذاذ، الذين كتبوا للأجيال ملاحم بطولة في مواجهة الإمامة وكسر أصنامها المزيفة.
اليوم وفي خضم المعركة مع الإمامة اللئيمة، ينضم هذا القيل الجنوبي اليماني إلى سجل الخالدين، رمزاً وملهماً ومنارة حب وفداء.
علموا أولادكم وأجيالكم معنى أن يكون المرء بطلاً كثابت مثنى جواس.
اقرأوه في صفحات المناهج، وفي وثائق التاريخ، ارفعوا صورته على بوابات المدن وفي مجالسكم، اجعلوا من ملامح شاربه الكثيف وبيادته العسكرية شبحاً يرعب فلول الإمامة ويذكرها مع كل صباح أن دم أبطالنا لا يموت، وأن الغدر والدسائس صنيعة الجبناء.
مجيداً شهيداً ترجل الفارس والقائد الجمهوري البطل، في طريق تسابق إليه قادة الجيش اليماني وضباطه الأفذاذ، منذ المقدم أحمد يحيى الثلايا في تعز، والملازم علي عبدالمغني، في صرواح، مروراً بقافلة المجد الجمهوري الكبير التي يتصدرها ضباط ميامين منهم العميد سالم الوحيشي، في صعدة.
والعميد حميد القشيبي، في عمران، والعميد صادق مكرم، في صنعاء، واللواء سالم قطن، في عدن، واللواء علي ناصر هادي، في عدن، واللواء أحمد سيف اليافعي، في المخا، واللواء أمين الوائلي، في الجوف.
وأبطال معركة الفداء في مأرب، اللواء عبدالرب الشدادي، واللواء ناصر الذيباني، والعميد عبدالغني شعلان، والعميد محمد كامل الذيفاني، والعميد بكيل ظفر، والعميد حميد التويتي، واللواء ربيش العليي، وعشرات القادة الذين ترجلوا شهداء بين رفاقهم وهم يرأسون وحداتهم القتالية بكل جسارة واقتدار.
وللإمامة نقول: لا يصنع الغدر أبطالاً ولا بطولات، حسبنا أن شهيدنا الجسور هو من تعرفونه وتعرفون ما ألحقه بكم من هزائم مستحقة، ليس ابتداء من جرف سلمان، حيث هرب إليه الصريع حسين الحوثي، محاولاً الاختباء بين النساء والأطفال، وليس انتهاء بإهانة غزاة عدن، عام 2015، وهزيمة عبدالحافظ السقاف، والفلول والفئران القادمة من الشمال نحو عدن، وجعلها هو ورفاقه تتوه في القفار والمنعطفات.
لك المجد أيها الشهيد ولرفاقك وحملة سلاحك.. وعهداً أن نجعل من بطولتك قصة إلهام للأجيال.
في الخميس 24 مارس - آذار 2022 08:50:59 م