|
صبراً يا أبانا فسيأتينا بك الله الذي رد ابن يعقوب إلى أبيه.. ستدفع الأقدار بـ"بعض السيارة" تلتقطك من قعر "الجب" وتحملك إلينا يوسفاً يزف بشرى نهاية السنين العجاف.
ضحيت بحياتك لتنقذ اليمن، كنت الفدائي الذي ظل حتى اللحظة الأخيرة يدلق الماء على نار الحرب التي أشعلها المجرمون في بيتنا الكبير.. كنت فيض إنسانية وأبوة تلوِّح لمشعلي النار أن رفقاً بأنفسكم وببلادكم وبنا لكنهم لم يسكنهم الشعور يوماً أنها بلادهم وإنما ضيعة وضعوا أيديهم عليها فهي فيد.
ظنوا أن النار التي أشعلوها ستلتهم خصومهم فقط وستقدم لهم كرسي الحكم على طبق من فضة، فوجدوا أنفسهم يكتوون بشرارات الجحيم الذي أشعلوه لكنهم ما زالوا يقامرون.
بشوق جارف ننتظر عودتك، لكن في كل الأحوال أنت الشاهد الشهيد الذي ظل متشبثاً بطاولة حوار رأي فيها سفينة نجاة، ورأى فيها أعداء الحياة جسر عبور لتحقيق مآربهم الخسيسة، وانساقوا وراء أوهامهم غير آبهين ببحر الدم الذي خلفه جنونهم.
أنت في السجن الصغير يا أبانا ونحن في السجن الكبير، أنت مغيب عن أهلك ونحن مغيبون عن حياتنا التي أحببناها وعن بلادنا التي ألفناها وصرنا موزعين على المنافي والجبهات وخلال فترة غيابك رحل الكثير من أحبتك الذين قاسمتهم الحلم بيمن يحتضننا جميعاً.
فقدنا ابتسامتك وحنوك أباً، ونباهتك سياسياً، وسعة أفقك قائداً، وبعد نظرك حادياً.. ورغم الظلام الدامس الذي يحيط بنا فإننا على ثقة أن لقاءً ينتظرنا جميعاً لنستأنف الحلم.
في الثلاثاء 29 مارس - آذار 2022 10:50:30 م