قحطان.. ثمن المسار السياسي
سارة قاسم هيثم
سارة قاسم هيثم

محمد قحطان، أيقونة العمل السياسي ومفكر سياسي من الطراز الرفيع، فهو صاحب مدرسة سياسية فريدة، ويكفيه فخرا أن لقبه الكثيرون بأنه أكبر مهندس التحالفات عمرا "اللقاء المشترك"، وحين صار الانقلاب على المكتسبات الوطنية، أصبح رمزا لمقاومة همجية الانقلابيين في "موفمبيك".

قحطان، رجل خبره الحوثيون وعرفوا من هو وكيف ينظر إلى مشروعهم، وأصبح بذلك يحمل تاريخا نضاليا مرتبطا بأبعاد القضية الوطنية في المواقف والذات والفكر.

قحطان، رجل تاريخه حافل بشكل نوعي في سبيل الوطن والقضية الوطنية، وكل ذلك جعل منه عملاقا في سجون الأقزام.

يرى الحوثيون محمد قحطان، خطرا حقيقيا وسببا مباشرا في زوال انتفاشتهم، إن تركوه وشأنه، فقد تعمدوا ألا يفصحوا، حتى عن مكان اعتقاله، علاوة على منع التواصل بينه وبين أهله طوال فترة احتجازه، التي بلغت حتى اليوم سبع سنوات.

كما أننا نفهم من استمرار اختطافه وتغييبه على هذا النحو وعلى امتداد سبع سنوات، أنه اعتراف ضمني من الحوثيين بالقيمة العظيمة والوزن الكبير لهذا المناضل الجسور ولمدى امتداد تأثيره في المسار نحو إنهاء انقلابهم المشؤوم، الذي لا يستقيم له دين ولا دستور.

وبالتالي كان تعنت الكهنوت الحوثي، في التمسك والإصرار في استمرار اختطاف وإخفائه ورفضهم القاطع في الإفراج عنه، ولكن هيهات أن يستمر هذا الظلم ويستمر الاختطاف.

إن اختطاف السياسي قحطان، من منزله، هو تغليب لشريعة الغاب، وتغييبه عن أهله ومحبيه توحش لا تمارسه إلا العصابات التي لا تعرف قيما، ولا تلتزم بأخلاق أو أعراف.

قحطان، ومن معه من المختطفين الأحرار، إنما يؤدون ثمن تمسكهم بالثوابت الوطنية عبر المسار السياسي، الذي لا تعترف به مليشيات حضرت من غياهب الزمان لتفرض كهنوتا استأجرته من كهوف مران.

قحطان، ومن معه، هم أصحاب مشروع وطني جامع وحتما ستكون الغلبة للمشروع الوطني، مهما طال الظلم، وستشرق شمسه مهما طال الظلام.


في الخميس 31 مارس - آذار 2022 08:45:01 م

تجد هذا المقال في سهيل نت
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://suhail.net/articles.php?id=884