|
قصف المليشيات الحوثية حديقة الألعاب في تعز بطائرة مسيرة ثالث أيام عيد الفطر المبارك وإصابة العديد من المواطنين من جراء ذلك القصف لا يشكل خرقاً فاضحاً للهدنة المتفق عليها فحسب، ولكنه إمعان في إبقاء تعز مسرحاً لعبثها بدءاً من مواصلة الحصار المفروض على المدينة، مروراً بتقطيع أوصال المحافظة، وانتهاءً بوضعها في مرمى مسيراتها وصواريخها واختطاف أبنائها وتجويعهم بهدف إخماد هذا الصوت الرافض للهيمنة العنصرية.
التطورات السياسية الأخيرة شكلت رسالة واضحة من اليمنيين اعترافاً بدور ومكانة تعز في البنية السياسية والمجتمعية المقاومة، للمشروع الحوثي – الإيراني، أفقدت الحوثي صوابه وهو الذي كان يعتقد أن تعز قد أخرجت من المعادلة لما أصابها من إنهاك وهدم.
وتعز من منظور استراتيجي، عندما يتعلق الأمر بمستقبل الدولة الوطنية الديمقراطية ونظامها المدني القائم على محورية المواطنة المتساوية، هي رافعة أساسية لهذه الدولة عمل الحوثي خلال السنوات الماضية على تدمير مكامن قوتها بكل الوسائل بتوافق تام مع مشروعه العنصري الرافض للدولة الوطنية ونظام المواطنة المتساوية.
أدرك الحوثي أن التوافق السياسي الوطني الذي يتخذ اليوم من مدينة عدن التاريخية مقراً لإعادة بناء المقاومة الشاملة لمشروعه السلالي العنصري سيعيد بناء حلقات الحركة الوطنية اليمنية في صيغتها الجديدة، وستستعيد تعز مكانتها في هذه العملية التاريخية كحلقة أساسية من حلقات الفعل الوطني لبناء دولة المواطنة وفاء لنضالات روادها الأوائل، ولذلك فإنه لن يتوقف عن مواصلة إنهاك تعز، ومنها سيتحرك نحو بقية الحلقات.
أمام القيادة السياسية اليوم مهمة ترسيخ التوافق الوطني، وإجراء حوارات أشمل وأعمق، والعمل على تجنب كل ما يمكن أن ينشئ مسارب جديدة تؤدي إلى استهلاك الطاقات فيما لا جدوى منه، فلا خيار أمام الجميع اليوم سوى النجاح والنجاح فقط.
في الخميس 05 مايو 2022 10:10:24 م