|
كان للسنة في العراق " مقاومة قوية جدا " من 2003 ولسنوات ، دمرها " تنظيم القاعدة وتوابعه " يوم قرر شن الحرب على المقاومة ، وشن الحرب على العراقيين وليس الاحتلال !! وأمريكا تتفرج وتضحك على " دولة الزرقاوي " الجديدة التي تقتل غيرها . تكرر الأمر لاحقا ١٠٠٪ في سوريا -كان للسنة " كتلة سياسية قوية ومنظمة لمرتين " ولديها إعلام ومراكز أبحاث وعلاقات بكل دول العالم كممثل شرعي ، ثم منعت القاعدة اتصالها مع الجمهور وقتلت أفضل من فيها متعاونة " تعلم أو لا تعلم " مع كل المشاريع المضادة ، مع حملة إعلامية تكفيرية تبديعية تخوينيه عالية الصوت !! فانعزل السياسي عن جمهوره والعالم الشرعي عن متعلميه خوفا ورهبا ، وفرح المالكي. - كان للسنة قوة منظمة رسمية لها شرعية القانون ، تسمى " الصحوة " كادت أن توازن عديد قوات الأمن عددها 130 الفا " يشبهون إلى حد ما الحشد الشعبي الآن !! مزقها نوري المالكي ومزقتها " القاعدة ثم داعش " و" السنة السطحيون يصفقون لتمزيقها " فاتفق "المالكي والقاعدة والسطحيون" فضاعت على السنة مصادر قوتهم بيدهم وبأيدي أعدائهم ، ضاعت الصحوات ومزقت ، وولد الحشد وترعرع.
- كان للسنة " حراكا جماهيرا غير مسبوق بسلميته " ومطالبه دستورية ١٠٠٪ ، باعتراف الأمم المتحدة ، فاشتغل عليه المالكي بكل قوة ، وأخرج المالكي باعتراف وزير العدل " سجناء داعش " من السجن ثم وجدوا طريقهم فورا بعد خروجهم لمنصة الرمادي لتكون حجة إعلامية بحيث كان شاكر وهيب يظهر يوميا كنجم في قنوات المالكي " لذريعة تدعيش الاعتصام " !!! - ضرب المالكي بحجتهم الاعتصام أخرجهم من السجن وأظهرهم ، ويوم انهزم المالكي في الأنبار بعد إدخال قوات غير مرخصة دستوريا ، تم إبعادها بعمليات خاطفة لا علاقة لداعش فيها ، وقررت قوات المالكي الانسحاب ووقع المئات منها كأسرى ، فأرسلوا مكرمين لأهلهم بثياب مدنية " دشداشة " لأنهم أبناء عشائر في موقف سني عروبي يندر وجوده في تاريخ الصراع .
- دخلت داعش الفلوجة بعد 48 ساعة فقط من انسحاب المالكي ، ونسفت داعش " طعن بالظهر " كل قوة السنة في الأنبار نسفا ، وكانت قوة عشوائية من شباب المدن والعشائر ، هدفها حماية أهلها وأنفسها ، وتعاهدت على حماية الشرطة المحلية وحكم النفس بالنفس حتى يطبق الدستور كما هو مكتوب !! - دخلت داعش بسيارات كثيرة تحت نظر طائرات المالكي وأمريكا وتركت سياراتها في غفلة من العشائر التي كانت على الخط السريع ، ثم اقتحمت الفلوجة وحرقت المقرات وهددت الشرطة المحلية ،في خرق " للإجماع السني حول عدم التعرض لكل قوة محلية والاستفادة منها لتسيير حياة المدن " لكن داعش قتلت من وقع بيدها ورفض " التوبة المزعومة " وقتلت الصحوات ، وفجرت البيوت ، وخونت السياسيين السنة ، وهاجر 90% من أهل الفلوجة ونصف أهل الرمادي ومدن الفرات عامة بسبب حماقات داعش ، ومحافظ الانبار " القادم من ساحة الحراك " يصيح بالناس " انتبهوا انتبهوا انتبهوا " ولكن الناس لم تسمع لهذا الصوت ، وبقي المحافظ يدفع عن الأنبار كل شر ، حتى أصيب وكاد أن يقتل .
- المشهد الأخير " داعش تقاتل الحشد " ثنائية مزعجة ، ونافعة جدا للتحريض ، نافعة جدا للتأجيج ، نافعة جدا لكسب عقول جديدة ، تكره " المليشيات الظالمة الآثمة " فتجد من جنس الكره حب " لداعش " يا لها من لعبة ساذجة - انفتحت على داعش معارك في خمس مناطق ، فاضطرب كل عشائري فيه شرف وعفة ورصانة وثُقل !! نكره داعش نعم !! لكن هل نترك أرضنا لمليشيات ..
يا له من امتحان عسير - فأين نحن من داعش والحشد !! ما لنا نحن " مسلمون في أرض الله " نحسب على طرف ضد آخر ونحن لا نملك حتى قوت يومنا !! نعم داعش تقاتل وتظهر كأنها حامية للمدن وإعلامها مراوغ ، لكنها أخذت المدن من غير الرجوع لأحد ، لم تستشر ولم تأخذ موافقة أحد ، ولم يشترك معها أحد ، وسيطرت عليها بعد طرد نصف أهلها وأكثر !! فهل معركتها تمثل السنة !! - داعش لا تمثل السنة بأي حال من الأحوال ، والخوف فقط على " الناس والمدن ومستقبل هذه المدن بل ومستقبل السنة في العراق " وداعش قوة منظمة عالمية لها أهداف لا علاقة لها بسنة العراق ، بل هي ضد السنة بالعموم وضد تطلعات المسلمين عامة ، وقد دمرت الثورة السورية ومقاومة العراق وكل مدينة دخلتها .
- أخيرا نستطيع أن نعد جميعا ألف معلم حضاري أو مدني ودار عبادة ومبنى دمرتها داعش ، وهذا نابع من فكرها ، لكن أرجو أن يعينني أحد منكم ويذكر لي أن داعش بنت ٣ أشياء فقط مقابل ١٠٠٠ هدم .
في الجمعة 20 مارس - آذار 2015 08:12:57 م