الاسترزاق بالضلالة
د. محمد موسى العامري
د. محمد موسى العامري

عندما تكون الضلالة مصدراً للاسترزاق، فإنها تستحكم في أهلها، وقلّ أن يتخلوا عنها، لأنها ضلالة مركبة، من شبهة ومصلحة، وقد قيل في تفسير قول إبراهيم لأبيه "أتتخذ أصناماً آلهة"، إنه كان نحاتاً وصانعاً للأصنام، فلذلك اشتدت عداوته لإبراهيم، من جهتين، عبادته للأصنام ومتاجرته بها، وهكذا الحال في بدع الحصاد، والحوليات، كبدع عاشوراء، والمعراج، والموالد، التي جعلها الحوثة من مصادر الجبايات.

ومن ذلك إحياء مناسبة يوم الغدير في الثامن عشر من ذي الحجة الذي يحتفي به الحوثيون في اليمن والرافضة عموماً، بناء على مزاعم أنه يوم تنصيب الولاية وهو ما لم يفهمه صاحب الشأن علي رضي الله عنه، ولا أحد من الصحابة، ولا الحسن ولا الحسين، ولا غيرهما، وهذا وحده كافٍ في الإبطال.

وفي الواقع أنه بالنسبة لهم يوم النهب والجبايات، والتحايل على أكل أموال الناس بالباطل وترسيخ معاني الكراهيات، والعصبيات والطعن والتشكيك في الصحابة، ومن يروجون له ليسوا على استعداد للمناقشات العلمية والتاريخية وتحقيق الروايات فيها لأنهم يرون في الوصول إلى الحقيقة قطعاً لمصادر المكوس، وتجفيفاً لمادة العنصرية.

ومثل ذلك سائر المعتقدات والدعوات والنشاطات القائمة على عمودي الضلالة والمصلحة، فإن أصحابها غالباً ما يستميتون في الدفاع عنها وتتعصى نفوسهم عن قبول النصيحة، أو حتى مجرد التفكير فيها.

والتوفيق والهداية بيد الله.


في الأحد 31 يوليو-تموز 2022 07:49:23 م

تجد هذا المقال في سهيل نت
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://suhail.net/articles.php?id=936