أين ذهب الزبيريون؟
نبيل البكيري
نبيل البكيري

بالعودة إلى التاريخ الإسلامي كان عبدالله بن الزبير، أكثر جسارة وشرعية ومشروعية من الحسين، فلماذا تم تجاوز ملحمة ابن الزبير وثورته ودولته وهي الأهم والأعظم في التاريخ الإسلامي، وبقيت رمزية الحسين الثورية، مع أن الأول دانت له معظم الأمصار الإسلامية حينها وبايعه الناس، على عكس الحسين، الذي خذلته حتى كربلاء التي لجأ إليها ولم يبايعه الناس؟

هل الأمر يتعلق بأسطرة فكرة الحسين، وتحويل رمزيته إلى ما يشبه مظلومية مأسطرة وإرث لجماعة من الناس، يتم توظيفها في إطار الصراع السياسي الدائم الذي تحول إلى ما يشبه سردية حاكمة انقسم حولها المسلمون سنة وشيعة، وداخل كل فرقة من هذه مذاهب وطوائف شتى كل له مظوميته وتفسيره لهذه السردية؟

فأين يا ترى ذهب الزبيريون وهم الذين كانوا أكبر حزب سياسي في تلك المرحلة وأكثر حضورا وإنجازا وتضحية وبطولة، ولماذا هذا الانتقاء التاريخي أيضا مع أن الزبيرين كانوا فعلا أقرب لفكرة الحزب السياسي فكرة وهدفا ومشروعا وليس جماعة دينية طائفية مذهبية؟

- لا يستهويني الوقوف في التاريخ كثيرا ولا يصلح أن يكون تأسيسا للحاضر، لأن التاريخ تجربة مضت ولا يهمنا شيء سوى تجنب أخطائها، فالتاريخ مساحة شاسعة للخطأ والصواب، وليس عقيدة دينية ينبغي لك السير عليها، فما عليك سوى أن تستفيد منه في عدم تكراره مجددا، وما حدث في التاريخ نحاكمه للحظته وليس للحظتنا التي نعيشها.


في الإثنين 08 أغسطس-آب 2022 09:53:19 م

تجد هذا المقال في سهيل نت
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://suhail.net/articles.php?id=940