|
نترحم على أرواح الشهداء الأبرار من خيرة وأنبل وأشجع رجال شبوة واليمن الذين وهبوها حياتهم فلم يتخلوا يوما عن نداء الواجب في مواجهة المليشيات الحوثية في كل الجبهات، ومع كل شهيد من رفاقهم يودعوه في معارك الشرف كانوا يقطعون العهود ألا يتراجعوا عن بلوغ هدفهم بنيل اليمن حريته وكرامته فكانوا لعهدهم أوفياء.
لقد كان لأبطال الجيش والأمن سجل ناصع في مواجهة مليشيات الحوثي من جهة، وفي حفظ أمن واستقرار وسكينة مجتمعهم من جهة أخرى، وبإرادتهم الصلبة والقليل من الإمكانات صنعوا معادلة مشهود لها في تثبيت الأمن الذي لم يرق لقوى التآمر التي لا تريد لا لشبوة ولا لليمن الخير فاستقدمت لتدميرها عناصر مأزومة منفلتة تحمل حقدا دفينا فعاثت فيها الخراب.
إن ما حدث بالأمس من إبادة لخيرة رجال شبوة من قبل الطيران الإماراتي بتنفيذه عشرات الغارات وبشكل هيستيري وسقط بسببه أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى، يمثل اعتداء سافرا وجريمة حرب مكتملة الأركان، وتعديا على سيادة البلد، يضع منفذيه أمام العدالة الدولية والضمير الإنساني ليقوموا بدورهم في حماية بلد استبيحت سيادته وأرضه وأجواؤه.
كما أن هذه الجريمة تضع مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية على المحك في اتخاذ مواقف تناسب جسامة الحدث وينزع عنهما الأهلية عند التقصير والخذلان في أن يكونوا مؤتمنين على مصالح الشعب اليمني، فحجم الجرم والدماء التي سكبت لا تتقبل الصمت ولا أنصاف المواقف.
لم يكن مستغربا ما رافق حملة استباحة شبوة تحت الغطاء الجوي الإماراتي من قتل وخراب وعبث ونهب وحرق للمنازل وإهانة لرمزية الدولة فهذا هو سلوك المليشيات وتلك هي رغبة القوى التي تقف خلفها وتدعمها في تمزيق اليمن وإضعافه ليسهل تمرير مشاريعها فيه.
إن شبوة التي من جبالها تفجر الغضب في وجه المستعمر البريطاني وفي رمالها دفن أتباع الكهنوت الإمامي، لن تقبل أن تستباح، وإن المسؤولية كبيرة على جميع أبنائها من مشايخ ووجهاء وقوى سياسية ومكونات وطنية وشباب ومثقفين للتوحد صفا واحدا في مواجهة قوى الإجرام.
إن التاريخ يقول إن اليمن وإن مر بأوقات ضعف فإنه سرعان ما يستفيق وإن الرهان اليوم على كل القوى الحية في اليمن لرص الصفوف والوقوف في وجه هذه الجرائم البشعة ومقاومة مشاريع التبعية التي هي جسر العبور للتمكين للمشروع الإيراني في اليمن، فلم يعد بالإمكان الصمت عن قتل شعبنا واستباحة أرضه.
في الخميس 11 أغسطس-آب 2022 08:06:37 م