ولا تهنوا ولا تحزنوا..
محمد الغابري
محمد الغابري

في كل الأحوال، ولا تهنوا، ولا تحزنوا، ولا تيأسوا ولا تقنطوا.

تلك من التعاليم الإلهية في مواقف الخطوب والشدائد.

إن الشعور بالهوان، وشدة الحزن، وحلول اليأس والقنوط، مدمرات للنفس البشرية، لذلك كان "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين"، وأن الأيام دول "إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس".

وفي مثل هذه الأحوال، فإن المطلوب التمتع بقدر كبير من السكينة والطمأنينة، وتلك هبات من الله تعالى لمن يسأله، وقد ذكرت السكينة في أشد المواقف، في الغار، وفي الحديبية، وفي حنين.

إن الله تعالى يريد لعباده أن يكونوا أصحاء، أسوياء نفسيا، وذلك لا يعني عدم الحزن، بل المعنى الاقتصاد فيه، وتذكر دائماً ما شاء الله كان، وما لم يشاء لم يكن، وكل شيء عنده بمقدار.

وهذا لا ينفي تقدير الحالات والمواقف، وخاصة ممن يواجهون الأزمات والمؤامرات واستصحاب قوله تعالى "قل هو من عند أنفسكم"، وذلك للمراجعة، والوقوف على عناصر القوة ونقاط الضعف والقصور، والأخطاء والاجتهاد في تقدير الموقف، وفي التخطيط والإدارة والتنفيذ، إتباعا للسنن واستمداد العون والتوفيق من الله تعالى.

"وشاورهم في الأمر"، سبب، "فإذا عزمت"، قررت وأمرت بالقيام بفعل "فتوكل على الله"، التوكل يجبر الأخطاء البشرية غير المقصودة، "إن الله يحب المتوكلين"، ونيل محبة الله تعالى "إن ينصركم الله فلا غالب لكم"، إن أنتم اتبعتم السنن وتوكلتم على الله تعالى "وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده"، فعليه التوكل والإنابة.

ولا يصيبكم غرور إن انتصرتم، وتنسون أنه من عند الله، إنه ينصر، ويخذل، وقد تكون كبوات ابتلاء تتطلب الثبات والسكينة والطمأنينة.


في الأحد 21 أغسطس-آب 2022 07:39:17 م

تجد هذا المقال في سهيل نت
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://suhail.net/articles.php?id=947