|
ليكن الاحتفاء بذكرى تأسيس حزب الإصلاح، هو احتفاء بالعمل السياسي ودفاع عن التعددية التي تعد واحدة من أهم المكتسبات التي حققها اليمنيون خلال العقود الماضية.
وكما كانت الجمهورية هي ثمرة لثورتي سبتمبر وأكتوبر، فقد كانت الوحدة اليمنية هي إحدى ثمار النظام الجمهوري، وكانت التعددية السياسية هي توأم الوحدة اليمنية وإحدى أهم المكتسبات التي رافقتها.
ونظراً للخطر الذي يتهدد التعددية السياسية اليوم وتزايد الخطاب المعادي لها فقد بات لزاماً علينا اليوم أن نحتفي بكل مظاهر العمل السياسي المدني، ونرفع أصواتنا للحفاظ على هذه المكتسبات التي تشكل روح وجوهر الجمهورية.
ولأن الإصلاح وجد في ظل هذه الأجواء، فقد تمكن من الوصول إلى كل مدينة وقرية على امتداد التراب اليمني كتيار وطني متجاوز للتقسيمات الجهوية والمناطقية والمذهبية.
وفي هذه الأجواء المشحونة بالعنف والنزعات الجهوية والطائفية والمناطقية فإن استهداف أي حزب سياسي إنما هو محاولة لتقويض التعددية السياسية بما تشكله من إطار آمن للاختلاف والتباين تحت سقف الجمهورية واليمن الكبير.
كما أن هذه المناسبة لتذكير الإصلاحيين وغيرهم من التيارات والأحزاب بضرورة التخفف من الأيديولوجيا والاقتراب أكثر من العمل السياسي البرامجي، وتجذير الديمقراطية الداخلية، وتفعيل مبدأ التغيير في الأطر القيادية لتنفخ الروح في هذه الكيانات التي تشيخ وتفقد فاعليتها وقدرتها على التعاطي مع التحديات مع شيخوخة قياداتها.
في الثلاثاء 13 سبتمبر-أيلول 2022 07:23:57 ص