سبتمبر.. الطريق الواضح والآمن
علي المعمري
علي المعمري

ثورة 26 سبتمبر الخالدة ثمرة لنضالات اليمنيين الممتدة منذ عشرة قرون، والتي بدأت مع رواد مدرسة التجديد من الهمداني والمقبلي، وصولا لمدرسة الإمام الشوكاني، التي انتمى لها كل رواد الحركة الوطنية مطلع القرن العشرين وتبلورت لمشروع سياسي اكتملت ملامحه في ثورة 48.

ثم أنتجت حركة الوعي التنويري لقادة الحركة الوطنية ثورة شعبية فجر شرارتها الضباط الأحرار وامتزجت في هذه الثورة دماء أبناء اليمن من حضرموت حتى ميدي، ومن صعدة حتى عدن، في دلالة واضحة على واحدية المعركة والمصير لليمن الكبير.

تغلبت ثورة سبتمبر على كل عوامل الضعف وفرضت نفسها لتؤسس نظاما جمهوريا، مثل هذا التحول مصالحة تاريخية بين الجغرافيا والإنسان باعتباره النظام الأسلم والأصلح لليمن، وطبيعته، متجاوزا بذلك كل صراعات السلطة التي أنهكت اليمن وأخرجته عن مساره الحضاري لقرون.

كما أحدث هذا اليوم التاريخي نقلة لليمن بأساسها الجمهوري يستحيل على أي قوة داخلية أو خارجية تجاوزها، وهو ما أثبتته الأيام والظروف، فعلى الرغم من حالة الضعف، والوهن الذي أصاب البلاد، إلا أن الجمهورية لا تزال هي الفكرة الحاضرة في وعي أبناء اليمن بمختلف مناطقهم ومكوناتهم.

لقد كسرت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر احتكار المذهب والأسرة والجغرافيا، ومنحت الإنسان اليمني كرامته ووضعت الشعب على الطريق الصحيح نحو المستقبل.

ولا تزال الجمهورية وأهداف سبتمبر هي الطريق الواضح والآمن الذي يمثل مصدر استقرار لليمن ومحيطه الإقليمي، لما يمثله 26 سبتمبر من إجماع بين كل اليمنيين، وأول ثوابت اليمن الكبير الذي تبنى عليه بقية المكاسب.

إن الوفاء لسبتمبر العظيم يتطلب من الجميع اليوم وحدة الصف لمواجهة مشروع الارتداد عنه، وبذل جهد مضاعف لاستكمال مسيرة البناء التي حققتها الجمهورية خلال ستين عاما.


في الإثنين 26 سبتمبر-أيلول 2022 09:09:52 م

تجد هذا المقال في سهيل نت
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://suhail.net/articles.php?id=969