الميلاد الذي لا يشبهنا فيه أحد
عدنان العديني
عدنان العديني

الفكرة والأمة، نقطتا الارتكاز المتلازمتين واللازمتين للوجود الإسلامي، في مكة ولدت الفكرة "البعثة"، وفي المدينة ولدت الأمة "الهجرة".

كانت هذه الصيغة "الفكرة – الأمة" بحد ذاتها ثورة مكتملة شكلت الرسالة وحاملها، ومتجاوزة عالم الأشخاص الذين انصهروا في الأمة من أجل تحقيق الفكرة، وبقدر ما فتحت الفكرة أفقاً عالمياً أمام المؤمنين بها فإن مشروع الأمة كان العنصر الثوري الثاني في مواجهة سلطة الملك الإله.

انتزع الإسلام القداسة السياسية من الملوك ووضعها في يد الأمة التي لا تجتمع على ضلالة.

مع الفكرة الإنسانية كان التحرير شاملاً وواسعاً لامس كل الناس في بلاد العربية وفي فارس وأرض الحبش، بلال وسلمان وعمر، كلهم في مقام واحد وقيمة معنوية واحدة، ومع الأمة لا سلطان إلا سلطانها، وليس الحكام إلا ولاة لأمر هي من تصنعه "وأمرهم شورى بينهم".

ومنذ ذلك الحين وحتى الآن والأمة تواجه بقايا وفلول قريش ممن تمسك بإرث الجاهلية ومن رفض أن يتساوى اجتماعياً مع بلال كما قررت الفكرة.

إنه ثنائي الميلاد الذي لا يشبهنا فيه أحد، الميلاد الذي تتحول به الحياة كلها بجميع تفاصيلها إلى مهرجان احتفائي دائم.


في الأربعاء 05 أكتوبر-تشرين الأول 2022 11:02:49 م

تجد هذا المقال في سهيل نت
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://suhail.net/articles.php?id=971