بين الدين والتدين
نبيل البكيري
نبيل البكيري

بين الدين والتدين تدور اجتهادات الأفراد والجماعات تشددا وتساهلا وتسامحا وتطرفا واقترابا وابتعادا عن مقاصد الدين وغاياته.

فكل ما نمارسه في عباداتنا وسلوكياتنا الدينية هو اجتهاد منا في فهم نصوص الدين وأحكامه وليس هو الدين بالضرورة بحيث ما نقوم به هو جوهر الدين وروحه وإنما نمارسه هو محاولة اجتهاد منا لفهمنا لمراد الدين منا وليس هو الدين بذاته.

محاولة تأطير الناس على ممارسة تديننا الذي نحن فيه هو محاولة إجبار الناس على نمط اجتهادي واحد في تدينهم وسلوكياتهم وهذا افتئات على الدين ومغالبة طبائع الناس وأفهامهم.

فالثقافة والسلوك الاجتماعي دور كبير في صبغة تديننا بنمطها الواضح، فثمة من يرى في الدين سلوكا أخلاقيا راقيا وثمة من يرى في تدينه خدمة للناس ومساعدتهم، وآخر يرى في تدينه كامن في الاستغراق الروحي في أوراده.

وآخر من يرى في الدين جهادا وكفاحا في نصرة المظلومين، وآخر يراه في الانخراط في تحصيل علمي ديني دائم وأخر يراه في عمل دائب وكد في سبيل لقمة عيش كريمة.

وهكذا للتدين أنماط وأشكال وليس نمطا واحد يمكن قولبة الناس عليه وإجبارهم على ذلك القالب من الفهم، فالطرق إلى الله على عدد أنفاس الخلائق.


في السبت 22 أكتوبر-تشرين الأول 2022 08:06:16 م

تجد هذا المقال في سهيل نت
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://suhail.net/articles.php?id=980