سلوك طائش يتطلب سياسة مواجهة
الدكتور/ياسين سعيد نعمان
الدكتور/ياسين سعيد نعمان

إقدام المليشيات الحوثية على قصف ميناء ضبة في حضرموت بالمسيرات الإيرانية يأتي ضمن خطتها القائمة على:

1- رفض تمديد الهدنة.

2- الاستفادة من نتائج الهدنة السابقة التي وفرت لها ظروفاً أفضل لمواصلة تكريس انقلابها كأمر واقع.

3- استهداف وقصف المنشئات النفطية بما في ذلك موانئ التصدير ووسائل النقل، والتي تعتبرها معركتها الرئيسية الآن.

أي أنه في الوقت الذي لم يؤد رفضها لتمديد الهدنة إلى إلغاء المكاسب التي حققتها من ورائها، فإنها تعتبر نفسها في حل من أي التزام يمنعها من مهاجمة المنشئات النفطية والموانئ البحرية التي كانت قد أعلنتها كأهداف عسكرية.

هذا السلوك الطائش لا يعبر فقط عن تجاهل كارثي لمصالح الشعب اليمني من قبل هذه المليشيات، وإنما يجب النظر إليه باعتباره تحد لكل متطلبات الاستقرار في هذه المنطقة الحساسة.

ولا بد من إعادة وضع سياسة المواجهة معها بناء على ما استقر عليه سلوكها من خيارات.

- أصبح لنظام إيران أكثر من ساحة عربية يلعب ويتحرك فيها بما يتفق مع مصالحه، فهو يناور ويتنازل في لبنان، ويتشدد ويقاتل في اليمن.

ففيما يوجه الحوثي برفض تمديد الهدنة في اليمن، فإنه يطلب من حزب الله أن يقبل ترسيم الحدود مع إسرائيل.

مصالحه هي التي تقرر مصير هذه البلدان وفقاً للخيار الذي يتخذه في كل بلد وما يترتب عليه من نتائج.

في موضوع ترسيم حدود لبنان مع إسرائيل ظل حزب الله يناور ويعارض الترسيم بانتظار الصفقة التي طرحت على الطاولة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية أثناء توسط أمريكا بشأن الترسيم، وهي السماح لها بتصدير كمية من النفط تصل قيمتها الإجمالية إلى سبعين مليار دولار.

بعد ذلك رأينا أمين عام حزب الله، يتحدث عن أن الحزب يقف مع الدولة فيما تراه مفيداً للبنان، وأن الاتفاق مؤقت حتى يستعيد الفلسطينيون دولتهم وبعدها "لن نختلف مع إخوتنا الفلسطينيين".

ترى ما هي الصفقة التي يطلبها النظام الإيراني مقابل تمديد الهدنة وإنهاء الحرب في اليمن؟!


في الأحد 23 أكتوبر-تشرين الأول 2022 08:51:48 م

تجد هذا المقال في سهيل نت
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://suhail.net/articles.php?id=982