|
أكثر من ستين يوما احتجاجات، في كل مدينة وبلدة وكل فئات الشعب وتوجهاته العرقية والسياسية مشاركة، ومن كل الأعمار، رجال ونساء وفتيات وأطفال حتى، عمال وطلبة وتقنيين فنانين وشعراء وعمال بناء وحتى المتسولين ومدرسين ووجاهات مناطق، شيعة وسنة ولا دينيين، في أقاصي الشمال والأطراف وفي المركز، حيث الأقليات وحيث ولدت ثورة الخميني، حريق هائل لا سبيل لحصاره، ومع مرور كل يوم يتصاعد الفعل الشعبي الغاضب في إيران فيما يؤكد عمليا مثال: كرة الثلج التي تدحرجت.
لا قيادة يمكنك إلقاء القبض عليها، لا مطالب محددة يمكنك محاولة تلبيتها للتهدئة، ما من إستراتيجية أمنية أيا تكن وحشيتها قد تصلح لاستخدامها في إخماد الثورة، ولا يوجد حتى شخصية سياسية واحدة في النظام قد يصغي لها الشعب، وكل التدابير الرسمية أمنيا وإعلاميا تفاقم هذه الموجة غير المسبوقة والتي تظل جديدة بطريقة ما ولا أحد يدري أو يمتلك خبرة التعامل مع مباغتة كهذه.
لا محاولة جادة للآن، كأن يقولوا: أخطأنا، سيتم إعدام القتلة، مثلا.
وما لم تتمكن منه موجات العداء الخارجي والحروب والحصار تمكنت قشة التفاهة والترهات من قصم ظهر النظام الآيل أصلا للسقوط.
حتى الفعل الوحشي يتطلب نزول الحرس الثوري إلى كل بلدة وسوق وحي، حتى أن المحتجين لم يعودوا عزل، وكل أسبوع يمتلكون الأدوات والجسارة على الفعل.
مسالة اكتمال شروط الثورة وفقا لقوانين الفيزياء، استنفذ النظام الإيراني بالمقابل شروط بقائه.
قد تصمد أعتى الأنظمة وأكثرها فسادا ووحشية كونها لم تفقد شروط بقائها، وتنهار أنظمة كانت في طريقها لتصبح أفضل، ذلك أنها أمست خارج المعادلة وقوانين الانتخاب الطبيعي.
إنه الوقت والعمر الافتراضي حتى للأخطاء والتوحش، لقد اتبع النظام الإيراني منهج قمع وتورط في جرائم بالغة الوحشية إبان الحرب العراقية الإيرانية وبعدها ولم يكن هناك من خطر شعبي، فضائع تبدو معها جريمة "مهسا" مجرد خطأ إجرائي.
والآن ووفقا للتوقيت، هذا هو الحصاد.
سيمضي هذا الأمر إلى نهايته.
- من صفحة الكاتب في الفيسبوك
في الأحد 20 نوفمبر-تشرين الثاني 2022 09:02:42 م