انتهت التهديدات الإيرانية بالرد على مقتل قاسم سلماني بإطلاق مجموعة صواريخ على مساحات خالية في قواعد عسكرية عراقية تضم قوات أمريكية، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة إيرانية مفضوحة لحفظ ماء وجهها أمام أتباعها.

فقد أعلنت الدانمارك والنرويج وأستراليا ونيوزيلندا وكندا أن أيا من جنودها لم يصب في القصف الإيراني الذي استهدف صباح اليوم قاعدتين عراقيتين تستخدمهما القوات الأميركية في عين الأسد بالأنبار وفي أربيل بإقليم كردستان.

وفي الوقت الذي أعلن التلفزيون الإيراني أن معلومات أولية تفيد بمقتل ثمانين عسكريا أميركيا، نفى مسئول أميركي سقوط ضحايا أمريكيين، ولاحقا قالت الحكومة الإيرانية إنه ليس لديها حصيلة بهذا الشأن، ومساء اليوم نفى الرئيس ترامب وجود إصابات في صفوف الجنود الأمريكيين.

وكان الحرس الثوري الإيراني قد دعا الولايات المتحدة إلى إخراج قواتها العسكرية من العراق "تجنبا لسقوط عدد أكبر من القوات الأميركية"، ولاحقا قال قيادي في الحرس الثوري إن جزءا من أهداف الرد الإيراني كان كسر الهيبة الأميركية.

ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسئول أمريكي قوله إن القوات الأميركية تلقت تحذيرا قبيل الضربات الإيرانية، وأن الجنود دخلوا الملاجئ قبل وقوعها، "فإيران تعلم أنه في الساعات الأولى من الصباح عادة ما يكون الجنود نائمين".

وفي الاتجاه نفسه، نقل موقع "إندبندنت عربية" عن مصادر عراقية - لم يذكرها- أن معظم الصواريخ الإيرانية سقطت في مساحات فارغة، وأن القوات الأميركية نقلت جنودها ومعداتها قبيل الهجوم بساعات.

وشكك النائب العراقي السابق ماجد شنكالي بجدوى الضربة الإيرانية، وقال في تغريدة إن ما حدث هو "سيناريو متفق عليه" بين واشنطن وطهران، وهو ما حدا بالمتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية القول إن الادعاء بشأن تنسيق إيراني مع واشنطن قبيل العملية "باطل".

وعقب القصف الإيراني، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة له على "تويتر"، إن "كل شيء على ما يرام" في إشارة إلى أن القصف لم يسفر عن خسائر في الأرواح، لكن التلفزيون الإيراني قال إن تغريدة ترامب تهدف إلى التهوين من الضرر الناجم عن الصواريخ الإيرانية.

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد صرح اليوم بأن رد بلاده على مقتل سليماني انتهى، ونشر تغريدة على حسابه في "تويتر" تقول إن بلاده لا تريد الحرب، وقد أثارت تغريدات ظريف موجة ساخرة في مواقع التواصل الاجتماعي.

واغتالت الولايات المتحدة الأمريكية، قائد ما يسمى بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني "قاسم سليماني"، فجر الجمعة الماضية بواسطة طائرة مسيرة بعيد وصوله إلى مطار بغداد.

ولعب سليماني أدورا قذرة في المنطقة العربية من خلال تشكيل ودعم الفصائل الشيعية المسلحة في العراق ولبنان وسوريا واليمن، التي ارتكبت جرائم لا حصر لها في هذه البلدان.