آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

منسق الشؤون الإنسانية لمجلس الأمن: الوقت يداهمنا في اليمن وملايين اليمنيين يعانون

الخميس 16 إبريل-نيسان 2020 الساعة 10 مساءً / سهيل نت


أكد منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، أن أكثر من خمسة أعوام من الحرب دمرت البنية التحتية الصحية لليمن، وأنهكت نظام المناعة لدى الشعب وزادت من حالة الضعف الشديد في البلاد.

وقال في كلمته أمام مجلس الأمن، اليوم، "يحذر خبراء الأوبئة من أن انتشار كوفيد-19 في اليمن قد يتفشى بسرعة أكبر وعلى نطاق أوسع وقد يحمل عواقب أكثر فتكا من أي دولة أخرى، بعبارة أخرى، إن الوقت يداهمنا".

وحدد لوكوك خمس أولويات أمام وكالات الإغاثة الإنسانية: أولها حماية المدنيين، ثانيها الوصول الإنساني، ومن ثمّ التمويل والاقتصاد والتقدم المحرز فيما يتعلق بالسلام.

وأشار المسئول الأممي إلى أنه في الربع الأول من العام، ارتفع عدد الإصابات بين المدنيين كل شهر مع مقتل وإصابة أكثر من 500 شخص- واحد من بين كل إصابة طفل؛ وفي الجوف واحد من بين كل إصابتين طفل.

وقال: "منذ كانون الثاني/يناير، فرّ بسبب النزاع 60 ألف شخص على الأقل في الجوف والمناطق المحيطة، ومعظمهم وصل إلى مأرب حيث يقيم فيها أكثر من 800 ألف نازح منذ 2016". وحذر لوكوك من أنه لو انتقل القتال إلى أعماق مأرب فسيتسبب ذلك بنزوح أكثر من مليون شخص.

وتحدث لوكوك عن الصعوبات التي تواجه الوصول الإنساني إلى المناطق التي تعدّ بحاجة ماسة لمساعدات الوكالات الأممية، وتأخير طواقم الإغاثة على نقاط التفتيش وغيرها من القيود المفروضة عليهم، والمعيقات البيروقراطية وانعدام الأمن.

وبحسب لوكوك، فإن المنظمات الإنسانية تنتظر مصادقة الحكومة على 43 مشروعا من شأنها أن تساعد 2.3 مليون شخص، الكثير منها بانتظار المصادقة عليها منذ أشهر. وصادق الحوثيين على 13 مشروعا في بداية آذار/مارس، إلا أن 92 مشروعا آخر قيد الانتظار، من بينها 40 مشروعا تنتظر منذ أشهر.

وأشار لوكوك إلى أنه من بين برامج الأمم المتحدة الـ 41، من المتوقع أن يتوقف 31 برنامجا عن العمل في الأسابيع القليلة المقبلة، إذا لم يتم تأمين التمويل الإضافي.

وقال: "ستضطر اليونيسف إلى وقف المساعدات الفورية للعائلات النازحة بسبب النزاع أو الكوارث الطبيعية، أي أن نحو مليون نازح لن يحصل على المستلزمات الضرورية، من بينها أدوات النظافة للوقاية من أمراض مثل الكوليرا وكوفيد-19، وسيتم خفض برامج التغذية مما سيؤثر على 260 ألفا من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، ومليون طفل يعانون من سوء تغذية معتدل، هؤلاء سيصبحون أكثر عرضة للأمراض".

وتقدّر منظمة الصحة العالمية بأن 80% من الخدمات الصحية ستتوقف مع نهاية نيسان/أبريل. وقال لوكوك: "نحتاج إلى الفرق الطبية أكثر من أي وقت مضى، ليس فقط من أجل مكافحة كورونا ولكن أيضا لمواجهة مخاطر الكوليرا التي ستعود مع موسم الأمطار."

وتقدر وكالات الأمم المتحدة الحاجة إلى أكثر من 900 مليون دولار لمساعدتها على مواصلة عملها حتى تموز/يوليو. وحصلت الوكالات الإنسانية على نحو 800 مليون دولار هذا العام من التعهدات والإسهامات للاستجابة هذا العام، رغم أنها في نفس مثل هذا الوقت من العام الماضي حصلت على أكثر من ذلك بثلاث مرات، أي نحو 2.6 مليار دولار.

وأعرب لوكوك عن قلقه من آفاق الاقتصاد على المدى الطويل، مشيرا إلى حاجة الحكومة التي تعتمد على استيراد السلع بشكل كبير إلى العملة الصعبة لتحمل تكاليف الاستيراد.

كما يؤثر كوفيد-19 على الاقتصادات في الدول التي يعمل بها اليمنيون المغتربون، وقد توقعت مجموعة من الاقتصاديين وقادة القطاع الخاص انخفاض التحويلات بنسبة قد تصل إلى 70% في الفترة المقبلة، وهؤلاء اليمنيون المغتربون يحوّلون إلى البلاد 3 مليار دولار سنويا.

وفي ختام كلمته، أشار لوكوك إلى أن ملايين اليمنيين عانوا من سنوات من الحرب والحرمان. وقال: "تقدم كورونا فرصة فريدة لإعادة تنشيط العملية السياسية والتحرك نحو السلام وهي تعد بعواقب وخيمة إذا لم يحدث ذلك".