آخر الاخبار

الرئيسية   حريات وحقوق

إحدى ضحايا "الزينبيات" تروي جانبا من القمع الحوثي للنساء

الجمعة 01 مايو 2020 الساعة 11 مساءً / سهيل نت

طالت الجرائم والانتهاكات الحوثية، كافة شرائح المجتمع اليمني، بما فيها النساء اللاتي يحظين بقيمة واحترام كبيرين في العرف اليمني على امتداد التاريخ.

وتؤكد ضحايا الزينبيات، أن مسلسل القمع الحوثي للنساء لا يتوقف، لا يشترط مشاركة المرأة في أنشطة سياسية معادية للمليشيات التابعة لإيران، حتى تلقى صنوفا من العذاب، بل يكفي أن تساهم في أي فعالية اجتماعية أو اقتصادية أو إنسانية لتكون محط تركيز من المليشيات ويطالها العنف الحوثي.

ونشرت صحيفة البلاد السعودية، مقابلة مع إحدى ضحايا الزينبيات، "هـ - ش"، فتاة جامعية يمنية (24 عاما)، كشفت فيها ملابسات وقوعها ضحية للتعذيب الحوثي، موضحة أنها تدرس في الجامعة، وأن مشاهد الفقر وشظف العيش الذي نشر الجوع في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، تسبب بوفاة طفلة تعرفها مما حرك مشاعرها الإنسانية.

وأضافت أن ذلك دفعها للمشاركة مع زميلات لها في وقفة سلمية احتجاجية بجامعة صنعاء ضد غلاء الأسعار، لكن مليشيا الحوثي التي لا تقيم وزنا لمعاناة اليمنيين أو ظروفهم، اعتدت عليها وزميلة لها بشكل وحشي مستخدمة الفرع النسائي المسمى بـ "الزينبيات".

ووصفت الضحية، الزينبيات بأنهن "حمالات حطب" الحوثي، مشيرة إلى أن الأمر لم يتوقف عند ذلك، بل تواصل الترصد والحصار حتى اضطرت الضحية إلى مغادرة البلاد هربا من القمع الحوثي، مضحية بمستقبلها الدراسي في سبيل حريتها، متطلعة إلى زوال الغمة الحوثية حتى تعود للوطن.

وأشارت إلى أنه تم الاتفاق عبر بعض مواقع التواصل الاجتماعي على النزول في أكتوبر 2018م، إلى ميدان التحرير وجامعة صنعاء، للمطالبة بخفض أسعار المواد الغذائية، وإيصال صوت الجياع لوقف المهازل الحوثية.

وأضافت أنها وصديقتها تحركتا إلى ميدان التحرير الذي يقع وسط العاصمة صنعاء مشيا على الأقدام، وكانتا تشاهدان جموعا مسلحة لمليشيا الحوثي تتجه إلى الميدان، ويتحدثن بالتهديد والوعيد لمن سيشارك في الفعالية، وخاصة عند مشاهدتهم لأي امرأة.

وتطرقت إلى أنه عند الوصول لميدان التحرير تفاجأت وصديقتها بامتلائه بالحشود الحوثية المسلحة ووجود مدرعات وأطقم عسكرية، وبدأت المضايقات والتحرشات وتتبع أي امرأة، لأن الفعالية كانت خاصة بالطالبات، ولم يسمحوا بالوقوف أو الاقتراب من وسط الميدان، وبالتواصل مع بعض الزميلات تبين اتجاههن إلى جامعة صنعاء، بعدما حولت المليشيا الحوثية ميدان التحرير إلى ثكنة قتالية.

ولفتت إلى أن الصورة في جامعة صنعاء كانت مرعبة أكثر من ميدان التحرير، بحيث تحولت الجامعة من صرح علمي إلى منطقة عسكرية مليئة بالمدرعات والأطقم وسيارات مكافحة الشغب والكثير من المسلحين ما بين مدنيين وعسكريين.

وأردفت قائلة إنه بدأ تجمع الطالبات أمام كلية التجارة ولم يكن تجمعا رسميا، بمعنى أنه لم يكن معهن لافتات أو شيء يثبت أنهن سيشاركن في الفعالية، لكن نساء الحوثي اللاتي يطلق عليهن “الزينبيات” انتشرن داخل الجامعة على شكل طالبات.

وأضافت "وبدأن الهجوم على الطالبات بالضرب والكهرباء والشتم بأبشع الألفاظ، وبعد ضرب مبرح وصعق بالكهرباء وسحل سحبت الزينبيات الطالبات إلى باصين، وسط عجز الطالبات وانهيار مقاومتهن".

وأوضحت أنها كانت لا تستطيع المشي بسبب إصابة قوية في ساقها بعد ضربها بالكهرباء في كل جسمها، مبينة انه اتصلت بأحد أقاربها ليأتيها بسيارة.

وترى "هـ - ش" أن الزينبيات ومعظمهن من أخوات وبنات وزوجات الانقلابيين هن “حمالات الحطب” اللواتي يدعمن مسيرة أبي لهب العصر الحديث، وأن إجرامهن لا يقل عن عناصر الميليشيات الحوثية من الذكور.

إذ يتم الاعتماد عليهن في تنفيذ المهام ذات الطابع النسائي من مداهمات واعتقالات وتجسس والاعتداء على الناشطات المعارضات لمليشيا الحوثي.