قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، إن مليشيا الحوثي طردت قسرا آلاف المهاجرين الإثيوبيين من مناطق سيطرتها، متذرعة بفيروس كورونا، ما أدى إلى مقتل العشرات منهم وإجبارهم على النزوح إلى الحدود السعودية.

وقال مهاجرون للمنظمة، إنه في 16 أبريل، اختطفت مليشيا الحوثي بقسوة بالغة آلاف الإثيوبيين في قرية "الغار" التي يسكنها بشكل غير رسمي المهاجرون في محافظة صعدة.

وأوضحوا أن مليشيا الحوثي، شوهدت بشكل منتظم وهي تقوم بدوريات في المنطقة، وأجبرت المهاجرين على ركوب شاحنات صغيرة واقتادتهم إلى الحدود السعودية، واستخدمت الأسلحة الصغيرة والخفيفة لإطلاق النار على أي شخص حاول الفرار.

وقال شهود إن عناصر مليشيا الحوثي صرخوا قائلين إن المهاجرين يحملون فيروس كورونا، وعليهم مغادرة قرية الغار خلال ساعات.

وأفادت امرأة إثيوبية، بأن مليشيا الحوثي أثارت الفوضى، وطلبت منهم المغادرة في غضون ساعتين، غادر معظم الناس، وأنها بقيت لكن بعد ساعتين، بدأت المليشيا الحوثية بإطلاق الرصاص والصواريخ، قائلة "رأيت شخصين يقتلان".

وقالت امرأة أخرى، إنها كانت حامل وتسافر مع طفلها الصغير، وإن مليشيا الحوثي كانت تستخدم "صواريخ" لإخلاء المنطقة، مضيفة أن عددا من عناصر مليشيا الحوثي كانوا هناك، إضافة إلى أكثر من 50 شاحنة، وأنهم كانوا يطلقون قذيفة هاون يضعونها على الأرض فتنطلق، فبدأ الجميع بالهروب.

وأضافت أنها ركضت مع مجموعة من 45 شخصا، قتلت مليشيا الحوثي 40 شخصا منهم، ونجا خمسة من مجموعتها فقط، مؤكدة أن مليشيا الحوثي لم تكن تطلق الرصاص فقد بل أطلقت قذائف هاون باتجاه مجاميع اللاجئين الإثيوبيين.

وأشارت هيومن رايتس، إلى أن 12 من المهاجرين الذين قابلتهم، شهدوا عمليات قتل لمهاجرين أو شاهدوا جثثهم، لكن لم يتسن تحديد عدد القتلى، وأن المهاجرين الذين تمكنوا من العودة إلى قرية الغار وجدوا خيمهم ومحيطها مدمرة.

وقالت المنظمة، في تقرير لها، إنها راجعت صور الأقمار الصناعية المسجلة مباشرة قبل الهجوم الحوثي على اللاجئين وأثناءه وبعده، ولاحظت تدميرا واسع النطاق لأكثر من 300 خيمة ومنزل بما يتوافق مع روايات الشهود.

ونوهت إلى أنه عند اقتراب اللاجئين الإثيوبيين الذين زج بهم الحوثي في الحدود السعودية، على مسافة تتراوح من 100 إلى 200 متر من الحدود، أطلقت مليشيا الحوثي النار على حرس الحدود السعوديين وعلى أي مهاجر حاول الهروب من القتال عائدا إلى اليمن.

وطالبت هيومن رايتس، بمعاقبة قادة مليشيا الحوثي الانقلابية، الذين طردوا آلاف المهاجرين الإثيوبيين من مناطق سيطرة المليشيا وقتلوا المئات منهم، ووضعوهم دروعا بشرية باشتباكات بين قوات حرس الحدود السعودية ومليشيا الحوثي.