آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

عدوهم الشرعية والتحالف..
مليشيات الحوثي والقاعدة وداعش.. مثلث الإرهاب في اليمن

الجمعة 04 سبتمبر-أيلول 2020 الساعة 07 مساءً / سهيل نت - خاص

جاءت الأحداث الأخيرة في محافظة البيضاء، لتؤكد وبما لا يدع مجالا للشك، أن مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، على صلة وثيقة بالتنظيمات الإرهابية في اليمن، كتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة داعش، وكلها وجوه لعملة واحدة.
خرجت مليشيا الحوثي الإرهابية بمسرحية مفضوحة تدعي قتال القاعدة وداعش، لتبرير قصف وقتل المدنيين في محافظة البيضاء، والسيطرة على بعض المناطق فيها، إلا أنها في الواقع لم تدخل في مواجهة مع تنظيم القاعدة مطلقا، بحسب تأكيد الأهالي.
والذي حدث هو أن عناصر القاعدة انسحبت من منطقة "ولد ربيع" بلا أي مواجهات كالعادة مع الحوثيين، وأما العناصر الداعشية فقد غادرت منطقة "نجد الشواهر" بعد معركة وهمية مع الحوثيين باتجاه رداع التي يسيطر عليها الحوثيون أنفسهم بعدما فتحوا الطرقات لتسهيل وصولهم.
وهو ما أكدته الحكومة اليمنية الشرعية مؤخرا، على لسان رئيس الوزراء معين عبدالملك، الذي أكد وجود تنسيق وثيق وتخادم بين مليشيات الحوثي والتنظيمات الإرهابية في بعض مناطق محافظة البيضاء، مؤكدا أن عناصر تنظيم القاعدة ظلت متحصنة في مناطق سيطرة الحوثيين، وسهلت عبورهم في مناطق المحافظة.
وبحسب كل المصادر المحلية في محافظة البيضاء، فقد ظلت ميليشيا الحوثي على بعد كيلومترات من المواقع التي تتمركز فيها عناصر القاعدة وداعش طوال السنوات الست الماضية، حيث كانت ميليشيا الحوثي بحاجة إلى بقاء هذه المناطق صوريا تحت سيطرة داعش والقاعدة لتبرير هجماتها ضد المدنيين والتمدد بمختلف المناطق اليمنية.

- شاهد من جنودها
ومما يؤكد هذه الحقيقة أكثر وأكثر، ما كشفه قبل أيام، أسير من تنظيم القاعدة الإرهابي، ضبطته قوات الجيش اليمني، منتصف أغسطس المنصرم، وهو يقاتل إلى جانب ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، في إحدى جبهات القتال شرقي مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف، بعدما خضع لدورات خاصة عادة ما تقيمها الميليشيا لأي شخص قبل أن تدفع به إلى جبهات القتال.
حيث قال الأسير من تنظيم القاعدة الإرهابي، "موسى الملحاني"، إن قيادات وأعضاء تنظيم القاعدة في عدد من المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيا يعملون كمشرفين ويديرون مراكز تجنيد لصالح الحوثيين، منها مراكز في صنعاء ومحيطها.
وذكر "الملحاني"، الذي ينتمي إلى أمانة العاصمة صنعاء، في مقطع فيديو نشره المركز الإعلامي للقوات المسلحة، أنه يقاتل في صفوف ميليشيا الحوثي منذ 2017م، بعد أن رتب لانتقاله القيادي الحوثي المدعو "حمزة التاج".
وأشار الأسير البالغ من العمر 20 عاما، إلى أنه التحق بتنظيم القاعدة الإرهابي منذ صغره بسبب فقره وظروف أسرته المعيشية الصعبة، مؤكدا أنه يعرف الكثير من قيادات وأعضاء تنظيم القاعدة في صنعاء والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة الميليشيا، يعملون مع الحوثيين.
وأضاف أن البعض منهم يشارك في جبهات القتال إلى جانب الميليشيا الحوثية، ومن ضمنهم قيادي في تنظيم القاعدة يدعى "يوسف الصعفاني"، والذي ينحدر من منطقة صعفان بصنعاء، وأشخاص آخرون كثر من تنظيمي القاعدة وداعش.
وأكد الأسير "الملحاني" أن القيادي "الصعفاني"، الذي يطلقون عليه لقب "الزير"، لقي مصرعه وهو يقاتل في صفوف ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، في معارك المخا الساحلية في الساحل الغربي.

- وجوه لعملة واحدة
والتشابه والتطابق بين مليشيا الحوثي الإرهابية والقاعدة وداعش كبير جدا، على كل المستويات بما فيها المستوى الحقوقي والإنساني، بل إن الانتهاكات التي تمارسها ميليشيا الحوثي تفوق ما يمارسه تنظيما داعش والقاعدة نوعا وعددا، مثل القتل خارج القانون، والاختطاف.
والإخفاء القسري، والتعذيب، ونهب الحقوق، والتهجير، وتفجير المنازل، وزراعة الألغام، وتجنيد الأطفال، وممارسة التمييز العنصري، والاتجار بالبشر، وأخذ الرهائن، وحصار المدن، وتجويع المدنيين، ونهب المساعدات، وعدد لا ينتهي من الانتهاكات، إضافة إلى الاعتداء المستمرة واستهداف المصالح الدولية في اليمن.
ولا يمكن للمتابع المهتم بالشؤون اليمنية تجاهل العلاقة الظاهرة بين الحوثيين والجماعات الإرهابية الأخرى مثل داعش والقاعدة في اليمن، وحالة التخادم والتنسيق المشترك بين هذه الجماعات، التي لم يجد منها اليمنيون سوى المعاناة والكوارث منذ سنوات طويلة.
فهذه الجماعات تتفنن في جعل بعضها البعض أداة ومبررا لاجتياح المدن والمناطق اليمنية والسيطرة عليها وقتل اليمنيين، فمثلا عندما قررت ميليشيا الحوثي الإرهابية السيطرة على محافظات تعز والبيضاء وشبوة وعدن والضالع رفعت شعار "قتال التكفيريين والدواعش" و"محاربة الإرهاب".
وعندما قررت عناصر تنظيمي القاعدة وداعش في اليمن، قتل اليمنيين والسيطرة على بعض المناطق في محافظة البيضاء، رفعت شعار "قتال الحوثيين والمجوس"، لكن الحقيقة أنهم يجعلون من بعضهم البعض مبررات لتنفيذ عملياتهم الإرهابية ضد اليمنيين.

- الحكومة والتحالف عدوهم
ويجد الحوثيون والقاعديون والداعشيون أن الحكومة اليمنية وتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، يشكلون خطرا على وجودها في اليمن، وهذا ما يجعلها تشكل مزيجا من الإرهاب الذي يهدف إلى إلحاق الأذى باليمن وجيرانه.
فمع انطلاق عمليات عاصفة الحزم وإعادة الأمل، ضد المليشيا الحوثية الإرهابية، التي أصبحت أول تنظيم إرهابي في التاريخ يمتلك قدرات نوعية ومتقدمة، استطاع التحالف تدمير كثير من هذه القدرات، وأكد التزامه بمحاربة التنظيمات الإرهابية في اليمن.
وشملت العمليات العسكرية لتحالف دعم الشرعية في اليمن، الفترة الماضية، عمليات نوعية ناجحة لتفكيك قدرات التنظيمات الإرهابية والقبض على قادة هذه التنظيمات ضمن جهود وإسهامات السعودية والتحالف مع المجتمع الدولي للقضاء على التنظيمات الإرهابية وآفة الإرهاب.
واستمرت جهود التحالف في محاربة التنظيمات الإرهابية "القاعدة في جزيرة العرب - تنظيم داعش" من خلال العديد من العمليات النوعية للقوات الخاصة السعودية ونظيرتها اليمنية، وقبضت على العديد من العناصر الإرهابية من أعضاء هذه التنظيمات، كما نجحت في تفكيك قدرة التنظيمات الإرهابية وتحييد خطرها وتهديدها للأمن الإقليمي والدولي.
واستمرارا لجهود السعودية والتحالف بالعمل والتنسيق مع الحكومة اليمنية الشرعية في محاربة التنظيمات الإرهابية، ونتيجة للعمل الاستخباراتي المستمر ضد التنظيمات الإرهابية، قام التحالف بتحديد ومتابعة موقع تواجد أمير تنظيم داعش باليمن، والمعروف بـ "أبو أسامة المهاجر".
ففي صباح يوم الأحد الموافق 3 يونيو 2019، قامت مجموعة القوات الخاصة، وبمسانده من الوحدات الأمنية اليمنية، بتنفيذ عملية الهجوم على موقع تواجد الإرهابيين بعد اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية المدنيين القريبين من الموقع.
واستمرت العملية مدة عشر دقائق، وتم إلقاء القبض على المطلوبين وحصر المضبوطات الخاصة بالإرهابيين والتنظيم، ونتج عن العملية إلقاء القبض على أمير التنظيم، وكذلك المسئول المالي للتنظيم وأحد أعضاء التنظيم، ولم يكن هناك أي أضرار جانبية بالمدنيين.
ولا يخفى أن التنظيمات الإرهابية، كانت قد وجدت، بعد محاربتها وتضييق الخناق عليها إقليميا، أن اليمن هو البيئة المناسبة والخصبة لتواجدها وانطلاق وممارسة نشاطاتها العدائية والإرهابية، مستغلة تردي الوضع العام في البلاد في عهد النظام السابق.
كما أن اليمن يمثل نقطة جغرافية مناسبة يمكنها بالارتباط بالتنظيمات الإرهابية بالقرن الإفريقي والقارة الإفريقية، لكن الوضع تغير بشكل كبير، مع دخول التحالف العربي بقيادة السعودية إلى اليمن، الذي وقف ولازال أمام خطر وتهديد هذه التنظيمات الإرهابية، ومنها مليشيا الحوثي، التي لم يصنفها المجتمع الدولي كجماعة إرهابية حتى اللحظة لحسابات خاطئة سيدفع ثمنها لاحقا.