آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

مستشار بيئي أجنبي يحذر من النتائج الكارثية لخزان صافر العائم

الخميس 24 سبتمبر-أيلول 2020 الساعة 12 مساءً / سهيل نت

حذر مستشار بيئي أجنبي من النتائج الكارثية لخزان صافر النفطي العائم في البحر الأحمر، موضحًا أنَّ الخزان ضخم جدًا، ويعتبر ثالث أكبر خزان على مستوى العالم بالبحار.

وأشار الدكتور سامي محمد المستشار البيئي لمركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للبحوث والدراسات البيئية والسياحية بجامعة الملك خالد، إلى الأضرار البيئية المترتبة على التطورات الدراماتيكية لخزان صافر، والغرض منها تخزين النفط، وكان موجودًا في الثمانينيات والقلق من تسرب الكمية نتيجة عدم وجود صيانة.

ونوه، في تصريح صحفي، إلى أن مشكلات التسرب والتلوث النفطي الناتج عنها لها تأثير كبير على البيئة حيث يقع الخزان قرب 90 جزيرة يمنية، وكل الجزر الموجودة في ممر التسرب ستفقد التنوع الحيوي.

منبها إلى أن محميات طبيعية تضم أشجارًا بكميات هائلة جميعها ستتعرض لكارثة، وكذلك الشعب المرجانية "من 250 إلى 350 نوع"، ستنتهي، إضافة إلى الأسماك في البحر الأحمر كثيرة "800 نوع".

وأضاف الدكتور سامي محمد "كل هذا الأنواع ستفقد، وكذلك الصيادون الذين يعتمدون في مصدر رزقهم على الأسماك، لن يكون لديهم مصدر دخل في حال تطورت الأمور إلى الأسوأ، وكذلك الطحالب، كون الأسماك تتغذى عليها، وثمة دورة بيولوجية كاملة تدور، والكائنات الحية تستفيد من بعضها، وتأخذ منها، ونتيجة التسرب سنفقد الطحالب".

ونبَّه الدكتور سامي، إلى أن منطقة الساحل غنية جدًا بالطيور، وفيها أكثر من 300 نوع ستنتهي نتيجة التسرب والتلوث، ما يؤثر على أشكال الحياة سواء الإنسان أو الكائنات البرية أو البحرية، كلها ستتأثر سواء بالموت أو الانقراض، بالإضافة إلى التأثيرات الكيماوية على تلوث الماء والشواطئ وتحلية المياه والمواد الكيماوية التي ستتسرب لمياه الشرب.

وقال إن حدوث أي تلوث مرتقب، بسبب خزان صافر، من شأنه التأثير على الأسماك والكائنات البحرية التي يتغذى عليها الإنسان بعدما تختزن الهيدروكربون والمواد الملوثة جراء التسرب النفطي، وإن بعض الأدوية التي تستخرج من الشعاب المرجانية والطحالب وغيرها ستتوقف، وإن المياه الجوفية ستتأثر، بعد تسرب الملوثات للطبقات الصخرية.

وتطرق المستشار البيئي لطرق معروفة عالميًا لمعالجة تسرب النفط بطرق حيوية، مثل استخدام بعض البكتيريا والميكروبات في امتصاص والتغذية على الهيدروكربون، إذ تتكاثر البكتيريا وتنمو بشكل سريع، وتؤثر على البقع النفطية وتحد منها.

وقال إن ثمة طرق أخرى كالأذرع العائمة وهي لا تسبب أي أضرار على البيئة، عبر استخدام تقنية معينة "مسح، وشفط الأحواض المائية التي فيها البقع بحيث تعوم الأذرع وتأخذ الماء بالنفط نفسه وتخرجه".

وأشار الدكتور سامي محمد، إلى وجود طريقة القشط بالأذرع الرافعة، إذ تعمل قشط للبقع النفطية وترفعها على السطح ثم تضعه بخزان آخر وبعدها تحصل لها معالجة، وإلى أن ثمة موادا ماصة للنفط من الماء، كما أن ثمة طرقًا أخرى طرق يدوية، منوها إلى أن كل طريقة من الطرق والحلول لها مميزات، وكذلك لها آثار جانبية.

وأوضح الدكتور سامي محمد المستشار البيئي لمركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للبحوث والدراسات البيئية والسياحية، إلى أنَّ عمليات المعالجة تأخذ وقتًا كبيرًا، كما حدث في حرب الخليج الثانية "تحرير الكويت".

وأضاف "المعاناة ما تزال مستمرة من التأثيرات التي حصلت حتى الآن وإن حلها لن يكون بالأمر السهل، وإن الذي يفاقم المشكلة أنَّ الدول العربية التي تطلّ على الخليج العربي أو على البحر المتوسط أو البحر الأحمر، تعد شبه مغلقة، إذ لا يحدث تجديد للهواء أو الماء بصورة كبيرة، وتأخذ قرابة 100 عام أو أكثر في هذا الشأن، خاصة أنَّ البحار مخزن للملوثات، فما بال تعرضها لتلوث نفطي؟".