آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

توجه لتسريح نحو 120 من الموظفين.. جامعة العلوم تحت مقصلة مليشيا الحوثي

السبت 09 يناير-كانون الثاني 2021 الساعة 12 مساءً / سهيل نت - خاص

لم تكتف مليشيا الحوثي الإرهابية، بالسيطرة الكاملة على القرار والموارد المالية لجامعة العلوم والتكنولوجيا الأهلية في صنعاء، منذ مطلع العام الفائت 2020، بل تعمل بمنهجية على تجريف الجامعة من الكوادر الأكاديمية والإدارية المتميزة التي كان لها الفضل في وصول الجامعة إلى ما وصلت إليه من مستوى علمي متميز ومكانة أكاديمية مرموقة.

حيث تعتمد المليشيا على إتباع سياسة التطفيش والتهميش وسلب الصلاحيات، الأمر الذي اضطر العديد من الكوادر الأكاديمية والإدارية على ترك الجامعة، والبحث عن فرص عمل في مؤسسات أخرى، وبحسب مصادر خاصة لموقع "سهيل نت"، فإن نحو 30 موظفا قد غادروا الجامعة خلال العام الفائت.
وعلى رأسهم نائب رئيس الجامعة الدكتور عبدالغني حميد، ومسجل عام الجامعة، وثلاثة عمداء كليات، وعدد من مدراء الإدارات ورؤساء الأقسام والمختصين، في وقت لا يزال رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور حميد عقلان في سجون المليشيا منذ حوالي عام.

- فعاليات طائفية
تخطط مليشيات الحوثي لتسريح نحو 120 من موظفي الأمن والخدمات بالجامعة، وبحسب شهود عيان تحدثوا لـ"سهيل نت"، فقد شاهدوا الأسبوع الماضي، انتشار عدد من الحراسات على بوابات ومواقع الكليات المختلفة، يتبعون شركة أمنية للمليشيا، في خطوة تشير إلى التخلص من موظفي الأمن والخدمات السابقين.
ومنذ سيطرتها على الجامعة، أقامت المليشيا العديد من الفعاليات الطائفية، غير أنها لم تلق أي تفاعل من منتسبي الجامعة، طلابا وموظفين وأكاديميين، وهو ما دعا رئيس الجامعة المفروض من المليشيا المدعو عادل المتوكل، مؤخرا، إلى إصدار تعميمات تلزم الموظفين والطلاب بالحضور لهذه الفعاليات الطائفية.
والتي كان آخرها الأسبوع الفائت، فعاليات ما يسمى بـ"يوم الشهيد"، وزيارة مقابر قتلاها، وقد حشدت المليشيا للفعالية التي أقيمت في الجامعة، عدد من قيادات حكومة صنعاء وقيادات حوثية عقائدية، بينهم المنظر العقائدي والفكري المدعو أحمد الشامي رئيس ما يسمى بالمكتب التنفيذي للجماعة.
وخلال الفعالية، دعا وزير التعليم العالي في حكومة الانقلابيين بصنعاء المدعو حسين حازب، طلاب جامعة العلوم إلى تقديم التضحيات والاستعداد للاستشهاد لإيقاف ما وصفه بـ"الطغيان"، وتحطيم خطط الاستعمار.

- حظر مفروض
وقد شهدت جامعة العلوم والتكنولوجيا، مؤخرا، تراجعا ملحوظا في التقييمات العالمية للجامعات، حيث تراجعت بنحو 40 مرتبة على المستوى العربي، في تقييم "ويب ماتريكس"، لدور يونيو الماضي.
وكانت الجامعة، وهي أقدم وأكبر جامعة أهلية يمنية، ولها عدة فروع بالمحافظات اليمنية ومكاتب بالخارج، كانت تصنف ضمن أفضل مائة جامعة عربية والأولى يمنيا، وكان يقصدها العشرات من الطلبة العرب ومن دول إسلامية عدة.
وتعيش الجامعة حاليا عزلة وغياب عن الفعاليات الأكاديمية والمؤتمرات العلمية التي ينظمها اتحاد الجامعات العربية، وانقطعت صلاتها بالعديد من الجامعات العربية والإسلامية، التي ترتبط معها بشراكات علمية في مجال التدريب والتأهيل وتبادل الخبرات وأعضاء هيئة التدريس والأنشطة العلمية المشتركة.
حيث لا يستطيع رئيسها المعين من المليشيات المدعو عادل المتوكل، تمثيل الجامعة في اجتماع أو محفل علمي خارج اليمن، فمجال حركته لا يتعدى "حزيز" و"بني حشيش" على أطراف العاصمة المحتلة صنعاء، وذلك بسبب الحظر المفروض على الجماعة الانقلابية المدعومة من إيران، من قبل دول العالم.

- مستقبل الطلاب
وكانت شخصيات أكاديمية ووجهاء وأولياء أمور الطلبة، وحتى قيادات في حكومة الانقلاب بصنعاء، قد حذرت من استمرار تدهور الجامعة في حال استمرت المليشيا بالسيطرة عليها، ودعت إلى النأي بالمؤسسات التعليمية عن أي مكايدات أو صراعات سياسية، وإفساح المجال للجامعة للاستمرار في أداء رسالتها العلمية بالجودة والمهنية المعهودة عنها، منذ نشأتها قبل نحو 30 عاما.
غير أن هذه النداءات والنصائح لم تلق أي استجابة من قيادات مليشيات الحوثي التي لا تعبأ بمستقبل أكثر من عشرة ألف طالب وطالبة، وترى في الجامعة مجرد مورد مالي ضخم، يجب أن يضاف إلى العديد من الشركات والمؤسسات الخاصة التي استولت عليها المليشيا.
فقد دأبت المليشيات الحوثية، وبذرائع واهية نهب أملاك اليمنيين، عبر ما يسمى بالحارس القضائي المدعو صالح الشاعر، الذي عينته المليشيات لشرعنة مصادرة ونهب أموال وممتلكات خصوم الجماعة المليشاوية، والذي صنفته لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة في تقرير لها "بالذراع الاقتصادية للحركة الحوثية".