آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

اختطفوا الجرحى من المستشفيات..
هيومن رايتس: الحوثيون أحرقوا مهاجرين أحياء ومنعوا إسعافهم وندعو لتحقيق أممي

الثلاثاء 16 مارس - آذار 2021 الساعة 03 مساءً / سهيل نت

قالت منظمة هيومن رايتس ووتس الدولية، اليوم الثلاثاء، إنه ينبغي أن يدرج فريق الخبراء البارزين الدوليين والإقليميين بشأن اليمن التابع للأمم المتحدة، جريمة إحراق مهاجرين أفارقة في مركز احتجاز لمليشيا الحوثي بصنعاء، في تحقيقاته الجارية في انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن.
وأوضحت "هيومن رايتس''، في بيان لها، أنّ عشرات المهاجرين قتلوا احتراقا في اليمن، وأصيب المئات بحروق، في 7 مارس الجاري، بعد أن أطلقت مليشيا الحوثي قذائف على مركز احتجاز للمهاجرين في صنعاء، ما تسبب في حريق.
وأشارت إلى أن مئات المهاجرين الأفارقة، معظمهم من الإثيوبيين، احتجوا في مركز احتجاز لمليشيا الحوثي الإرهابية، على ظروف اختطافهم السيئة في المركز، وتعرضوا للإحراق بإطلاق المليشيا الحوثية قذائف باتجاه مركز احتجازهم.
وقال بيان منظمة هيومن رايتس، إن مليشيا الحوثي عرقلت سعي الأقارب والوكالات الإنسانية للوصول إلى الجرحى.
وأوضحت نادية هاردمان، باحثة حقوق اللاجئين والمهاجرين في هيومن رايتس ووتش: "يشكّل استخدام الحوثيين المتهور للأسلحة، الذي أدى إلى موت عشرات المهاجرين الإثيوبيين احتراقا، تذكيرا مروّعا بالمخاطر المحدقة بالمهاجرين في اليمن جراء الحرب".
ودعت إلى محاسبة المسؤولين عن جريمة إحراق مئات المهاجرين الأفارقة في مركز احتجاز في صنعاء يتبع مليشيا الحوثي الإرهابية، والتوقف عن احتجاز المهاجرين في مرافق احتجاز سيئة تهدّد حياتهم وأوضاعهم.
وقال البيان: "تحدثت هيومن رايتس ووتش هاتفيا، مع خمسة مهاجرين إثيوبيين مُحتجزين في مرفق الاحتجاز التابع لمليشيا الحوثي في "مصلحة الهجرة والجوازات والجنسية" بصنعاء، ومع مسؤولين من الأمم المتحدة في اليمن، أفادوا أنّ ظروف الاحتجاز في المنشأة المكتظة غير صحية".
وأوضحوا: "وُضع 550 مهاجرا في هنجر في المنشأة التابعة لمليشيا الحوثي، ولم يحصلوا على أفرشة للنوم، لكن سُمح لهم بشراء فراش من عناصر المليشيا المتواجدة بالمكان، وكان الطعام محدودا ومياه الشرب شحيحة، ما أجبر المحتجزين على الشرب من حنفيات المراحيض".
وقالوا إنّ المحتجزين نظّموا، بعد أسابيع من الاحتجاز في المنشأة المكتظة، إضرابا عن الطعام احتجاجا على الظروف السيئة واستمرار احتجازهم.
وأضافوا أنّ السبيل الوحيد للإفراج عنهم كان دفع مبلغ 70 ألف ريال يمني لمليشيا الحوثي الإرهابية.
وتابع بيان هيومن رايتس: "وصف المهاجرون أيضا انتهاكات لفظية من مليشيا الحوثي بحق المهاجرين المختطفين، بما فيها الإهانات العنصرية، والتهديدات، والشتائم المتكررة".
وقال المحتجزون الإثيوبيين في إفادتهم لهيومن رايتس: "في صباح 7 مارس الجاري، رفض المهاجرون المختطفون تناول الإفطار، وفي الساعة 1 بعد الظهر من نفس اليوم، عادت مليشيا الحوثي بطعام الغداء، لكنّ المحتجزين أصرّوا على رفضهم، تلا ذلك اشتباك، قال المحتجزون إنّ مليشيا الحوثي تعرفت خلاله على منظمي الاحتجاج، وأخرجتهم من الهنجر، وضربتهم بالعصي الخشبية والأسلحة النارية، وردّ المحتجزون بإلقاء الأطباق، وأصابوا أحد عناصر مليشيا الحوثي في وجهه وجرحوه، ثم جمعت مليشيا الحوثي المهاجرين بعدها في مكان قريب واحتجزتهم في الهنجر".
وتابعوا: "وغادرت عناصر مليشيا الحوثي المسؤولة عن مركز الاحتجاز، وعادت بعد عدة دقائق برفقة عناصر أخرى من المليشيا الحوثية، كانوا مجهزين بأسلحة ومعدات قتالية، وطلب الحوثيون من المحتجزين الأفارقة تلاوة "صلواتهم الأخيرة".
وأضافوا في إفادتهم لهيومن رايتس: "صعد أحد عناصر المليشيا الحوثية الوافدة المدججة بالسلاح، إلى سطح الهنجر، الذي يضمّ فسحات مفتوحة، وأطلق مقذوفتين على الغرفة، قال المهاجرون إنّ الموجة الأولى أحدثت دخانا كثيفا وجعلت عيونهم تدمع وتلذع، وانفجرت الثانية، التي أسماها المهاجرون بالـ "قنبلة"، محدثةً دويا ومشعلة الحريق".
وأوضح بيان هيومن رايتس نقلا عن أحد المهاجرين "20 عاما" قوله: "كان الدخان والنيران كثيفَيْن، لا أجد الكلمات المناسبة للتعبير عن الوضع حينها انفجرت المقذوفات، وتصاعد دخان كثيف، ثمّ انتشرت النيران، كنت مذعورا، وكأنّ الدخان شلّ ذهني، كان الناس يسعلون، وأحرقت النيران الفرش والبطانيات، احترق الناس أحياء، اضطُررت إلى الدوس على جثثهم للهروب".
وأضاف: "بعد نحو 10 إلى 15 دقيقة، ساعد الناس خارج الهنجر في كسر الجدران والأبواب، ونقلوا عددا من الناجين إلى المستشفيات القريبة".
وقالت هيومن رايتس ووتش، في بيانها، إنها تلقت مقاطع فيديو تؤكد روايات الشهود وحلّلتها، بما فيه فيديو التُقط بعد الحريق مباشرة يظهر عشرات الجثث المتفحمة، في وضعيات تشير إلى أنهم كانوا يحاولون الفرار لكن الدخان والنار تغلبا عليهم.
وأضاف البيان: "عقب الحادث، عمّ انتشار كثيف لمليشيا الحوثي في المستشفيات، وشاهد أشخاص، أجرت معهم "هيومن رايتس" مقابلات، المليشيا الحوثية تعيد اختطاف مهاجرين أفارقة مصابين بجروح من ضحايا جريمة الإحراق، من داخل المستشفيات".
وطالبت منظمة هيومن رايتس، بالإفراج عن جميع المحتجزين الأفارقة لدى مليشيا الحوثي الإرهابية، وترتيب العودة الطوعية للمهاجرين في اليمن، وضمان أن تكون جميع عمليات العودة المنظمة التي تيسرها الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة طوعية.