آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

تعايش مع داء بدنه ليتفرغ لداء وطنه..
"الوائلي" أسد الصحراء والجبل ومهندس الانتصارات وسجل حافل بمقارعة الطاغوت

السبت 27 مارس - آذار 2021 الساعة 09 مساءً / سهيل نت - خاص

"لن نهزم ونحن نقدم الشهداء، والنصر لا يأتي إلا بتضحيات الرجال الأبطال".. قالها اللواء الركن أمين الوائلي، قبل استشهاده، مؤكدا أن الشهداء هم وقود النصر والحائط الذي يتكسر عليه المشروع الإمامي الكهنوتي، وتتفتح من خلاله نوافذ للنور والأمل تضيء درب النضال الوطني حتى يحقق الشعب اليمني مبتغاه بدولة وطنية تنهض بالبلاد من كبوتها وتحقق مصالح جميع مواطنيها.
اللواء أمين الوائلي، في رحاب الخالدين، بعد حياة حافلة بالكفاح الوطني ضد الكهنوت الإمامي العنصري، خط فيها سفرا نضاليا وطنيا خالصا كقائد محنك وأحد قادة الجمهورية الأفذاذ الذين أنجبتهم اليمن للدفاع عن أرضها وإنسانها.
عانى من السرطان خلال السنوات القليلة الماضية، لكن المرض لم يثنه عن المشاركة في معركة جمهورية كل الشعب ضد المشروع السلالي العنصري، لإيمانه بأن إزالة أورام الكهنوت الخبيثة "الطائفية والعنصرية والسلالية"، أولوية له ولكل أحرار اليمن.
نجا من موت محقق لعدة مرات، خلال المعارك التي قادها في جبهات متعددة من أرض الوطن، ليختتم حياته شهيدا مجيدا في الصفوف الأمامية للمعركة الوطنية ضد غبار الإمامة، بعد استشهاد نجله إبراهيم "قبل سنوات"، في معارك الجمهورية بالجوف ضد الإمامة، في نضال تسري روحه بسالة من الآباء إلى الأبناء، على خطى أحرار ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة.
ونعى اليمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي، استشهاد القائد البطل اللواء الوائلي، وأشاروا لبصماته الخالدة في تاريخ النضال الوطني.
وقال رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات والبحوث عادل الأحمدي، في تغريدة على صفحته بتويتر، إن "الشهيد الوائلي القائد الحميري الهمام ابن وصاب العالي من مواليد عام الثورة السبتمبرية الخالدة 1962، أحد الأبطال العظماء وواحد من العسكريين القلائل الذين يمتازون بموهبة فذة وتأهيل عالٍ ورصيد مجيد وروح وثابة وانتماء عميق لوطن تسلحوا بحبه وحملوا من أجله السلاح".
وأوضح الأحمدي: "الراحل الكبير دليل كبير على عظم ما يقدمه هذا الشعب من تضحيات، لقد كان مهندس انتصارات متوالية وصاحب سجل حافل في مقارعة الطاغوت الإيراني المعاصر على مدى أكثر من ثلاثة عقود".
وأضاف: "عهداً علينا أننا على دربك ماضون ولدمك ودماء كل الشهداء أوفياء مثابرون، وعلى عدوك وعدو اليمن منتصرون، "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".
من جهته، أكد رئيس الهيئة العامة للكتاب يحيى الثلايا، أن "الشهيد الوائلي، أسد الصحراء والجبل الحميري الشامخ كشموخ جبال وصاب التي انحدر منها كالسيل وبين خافقيه اليمن"، مشيرا إلى تأسيسه المنطقة العسكرية السادسة في عام 2015 بعد الانهيار الكبير، وقيادته معركة تحرير الجوف.
وأضاف الثلايا: "حين دعاه وطنه غادر بيته وفراشه وتوسد الصحراء، بل غادر حتى مشفاه وانشغل بسرطان البلاد عن سرطانه الخاص"، لافتا إلى أنه في عام 2017 استشهد بجواره نجله إبراهيم، وأنه لم يعرف لحظة جزع أو خور في مشواره العسكري المشرف.
إلى ذلك، قال نائب وزير الإعلام الأسبق فؤاد الحميري، إن "اللواء الشهيد أمين الوائلي رفعه الله، خُيِّر بين سرطانين، فتعايش مع داء بدنه ليتفرغ لداء وطنه، فكانت عافية جسده في استشهاده وعافية بلده بمواصلة جهاده".
وغرد سفير اليمن لدى اليونسكو الدكتور محمد جميح، قائلا: "كأن الشهيد الزبيري كان يعني اللواء الشهيد الوائلي، حين قال: نمرّ على شفرات السيوف ونأتي المنية من بابها ونأبى الحياة إذا دُنستْ بعسْف الطغاة وإرهابها".
يمضي قائد بطل ويأتي قادة أبطال من رحم أمنا اليمن مهد الحضارة والتاريخ، ليواصلوا درب النضال الوطني، لإسقاط كل مشاريع الدجل والخرافة والطغيان.
ومن قبل قال شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني، في رثاء أبي الأحرار الشهيد محمد محمود الزبيري، إن الشهداء كالسيل، يخصب الأرض ويفرش أرض السعيدة ربيعا، وكذلك السيل حين يمضي بعنفوانه يقتلع جذور الكهنوت ويغسل غبار الإمامة الكاذبة الخاطئة الغابرة.
والشهيد اللواء الركن أمين الوائلي، من مديرية "وصاب" في محافظة ذمار، من مواليد عام 1962، وتخرج من الكلية الحربية عام 1984م، ولديه ماجستير علوم عسكرية من العراق.
شارك في عدة دورات عسكرية بينها دورة المظلات والصاعقة وقيادة الألوية، وشغل عدة وظائف ومهام عسكرية، بدأها بمنصب قائد فصيلة دروع وقائد كتائب دروع ومدفعية، كما تولى أركان حرب لعدة ألوية في الحرس الجمهوري قبل أن يتولى نائب القائد لشؤون التدريب في مدرسة الحرس الجمهوري.
خاض الوائلي، معارك ضد مليشيا الحوثي الإمامية منذ حروب صعدة، وكان قائداً للواء 122 مشاة في صعدة، بعد ذلك شغل منصب ركن تدريب الفرقة الأولى مدرع، ورئيس عمليات المنطقة الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع.
كما تولى الشهيد الوائلي، مساعد مدير دائرة العمليات الحربية بوزارة الدفاع، ثم أركان حرب المنطقة العسكرية الثالثة، وأخيراً قائد المنطقة العسكرية السادسة في القوات المسلحة.