آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

أكاديمي خليجي: الحوثي ليس حليفا لإيران ولكنه تابع والحوار معه كقبض الريح

الإثنين 05 إبريل-نيسان 2021 الساعة 05 مساءً / سهيل نت

قال أكاديمي خليجي، إن المبادرة السعودية الأخيرة لحل "المعضلة اليمنية"، التي رحب بها العالم، لم تلقَ آذاناً صاغية لدى مليشيا الحوثي الإرهابية، في تكرار لرفضها كل المبادرات التي قدمت ومرجعيتها الحرص على الحفاظ على اليمن مستقلاً والشعب اليمني آمناً، لافتا إلى أن ذلك يعود إلى أسباب عديدة.
وأوضح أستاذ علم الاجتماع في جامعة الكويت محمد الرميحي، أن المليشيا الحوثية تعتقد أن استمرار الحرب هو استمرار بقائها، وأي توقف للحرب هو بداية النهاية لمشروعها، ومنها أن هذه المليشيا ليست حليفة مع إيران، فالحلفاء يتفقون ويختلفون، بل هي جماعة تابعة لإيران، تأمر طهران فيطيع التابع في صعدة من دون نقاش أو اعتراض.
وأشار الكاتب الخليجي، في مقال له على صحيفة الشرق الأوسط، إلى أن مليشيا الحوثي التابعة لإيران تمارس الخداع بأن الحرب الدائرة هي بين "اليمنيين" وبين "التحالف العربي"، مؤكدا أن ذلك غير صحيح على الإطلاق.
وقال إن الحرب هي بين مكون يمني صغير وبين جموع اليمنيين الآخرين من المكونات الأخرى الأحرار والحالمين بدولة مدنية حديثة تلبي احتياجاتهم في القرن الحادي والعشرين، الذي يشهد تقدماً هائلاً في كل مناحي الحياة الإنسانية، وإن الصراع بين مكون يريد أن يهيمن وبين مهيمن يريد أن يشارك.
ولفت إلى أنه في الفضاء الإعلامي تستخدم المليشيا الحوثية عنوة مفردات تضلل بها الجمهور العام، سواء العربي أو الأجنبي، وأن أكبر عملية تضليل، هي الافتراض أن الملالي في طهران يساعدون الحوثيين لإقامة دولة مستقلة في اليمن، مؤكدا أنه افتراض مبني على خرافة غير موجودة إلا في عقل النخبة المتحكمة في القرار الحوثي.
وقال الأكاديمي الخليجي، إن أفضل ما يسعى إليه الملالي هو إقامة كيان يتحكمون فيه عن بعد، من أوله إلى آخره بواسطة مجموعة من الأشخاص يتم زرعهم في صنعاء من أجل تلك المهمة.
والخطة الثانية إن لم تنجح الأولى، أن يشاركوا بفصيل مسلح "مليشيا الحوثي"، في دولة عرجاء مشوهة، على شاكلة التحكم في الحكومة اللبنانية عن طريق "حزب الله"، أو بقاء ذلك الفصيل وتفريخ فصائل أخرى مسلحة على شاكلة ما يتم تنفيذه في العراق أيضاً من أجل إضعاف الدولة.
مضيفا: "وعند السؤال هل من مناصرين لهذه السيناريوهات المحتملة، الجواب بالقطع نعم، وهم كل حلفاء طهران في المنطقة الظاهر منهم والباطن، فهناك قوى لا تخفي مجاهرتها بدعم المشروع الإيراني في اليمن، وتقدم لعناصره التدريب والدعم".
وتابع: "وهناك قوى تدفع بتأزيم الموقف السياسي في المنطقة تمسكاً بما لديها من مصالح أو تعطيلاً لأي تفرغ حقيقي لمواجهتها، لأنَّ مشروعها لا يقل عن مشروع الحوثي خبثاً".
وقال الأكاديمي الخليجي، إن الذي يطرحه الحوثي للعامة من شعارات هو "الموت لإسرائيل والموت لأميركا"، وفي الأسابيع الأخيرة سقط من الشعار النصف الثاني، لأنَّ الإدارة الجديدة في واشنطن تخلت عن تسمية الحوثي كونه "مجموعة إرهابية" واكتفت بتسمية بعض قياداته، على أمل من الحوثي نفسه أن يصل إلى تحييد تلك الإدارة مؤقتاً لإكمال مشروعه الاستحواذي.
وأضاف أن "الوقائع تقول إنَّه إن أردت أن تتحدث إلى الحوثي عليك بالحديث إلى طهران، ولأول مرة منذ أسابيع ذهب مارتن غريفيث ممثل الأمم المتحدة في اليمن، إلى طهران، ولكنه عاد بخفي حنين، فالمطالب الإيرانية تتعدَّى اليمن ولا يهم طهران كم من اليمنيين يموتون من الجوع أو يفتك بهم المرض، ما دام لهم قوة تابعة وكل ما يتطلب منهم بضعة صواريخ وطائرات مسيرة يجري تهريبها ورزماً من الدولارات للقيادة الحوثية".
وقال الأكاديمي الخليجي، إن المجتمع الدولي في أقله متردد أو غير مكترث أو ليس على اطلاع كافٍ بتفاصيل الملف اليمني، وهو أيضاً يعزف في كثير من إعلامه على "أكبر مجاعة في التاريخ"، لكنه لا يحدد أو يشير إلى المتسبب في هذه المجاعة، وهم على وجه الخصوص الحوثيون أنفسهم بسيطرتهم المسلحة على مقدرات اليمنيين وإجبارهم الأطفال على حمل السلاح وسرقة كل ما يصل إلى اليمن من مساعدات إنسانية.
وأكد أن النموذج الأيديولوجي الذي يبشر به الحوثي لحكم اليمن ولّت أيامه، وسقطت أوراقه، وهي في أكثر من مكان كما في طهران تصفر اليوم وتذبل، مشيرا إلى أن ذلك النموذج يقف عائقاً أمام التطور البشري الذي تتوق له الأمم بمن فيهم اليمنيون على اختلاف مشاربهم السياسية خارج المليشيا الحوثية.
وأضاف: "من يقدم التضحيات أمام الحوثي اليوم هم اليمنيون أنفسهم بتحالفهم الواسع ضد مشروعه، متلازمة الدين والدولة التي يتبناها الحوثي كانت مقبولة في زمن من تاريخ البشرية، واليمن ربما آخر المجتمعات التي تخلصت منها بعد الإطاحة بحكم حميد الدين".
وتابع: "أما اليوم في الألفية الثالثة، فإن تلك التوليفة لا توائم الدولة الحديثة التي يترتب عليها مسؤولية القيام برعاية المؤسسات، كالعناية بالتعليم والعلاج وتنظيم قوات الدفاع وتنظيم مالية الدولة، وفوق ذلك الاهتمام المطلق بحقوق الإنسان".
واختتم أستاذ علم الاجتماع في جامعة الكويت محمد الرميحي بالتأكيد على أن "الحوار مع الحوثي كقبض الريح، فالحوثيون لا شك مكون من مكونات اليمن لكنهم لا يتنازلون على أن يصبحوا المهيمنين، متمترسين خلف مصفوفة أفكار لم تعد لها علاقة بالزمن".