آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

في كلمة له بذكرى 22 مايو.. هادي: الوحدة غاية نبيلة تعرضت للنهش والتهشيم "النص"

الجمعة 21 مايو 2021 الساعة 09 مساءً / سهيل نت

قال الرئيس عبدربه منصور هادي، إن "الوحدة اليمنية مثلت تجسيداً لتطلعات اليمنيين جميعا نحو المستقبل، ولذلك استقبلها شعبنا شمالا وجنوبا وشرقا وغربا بالترحاب والاحتفال والاحتفاء، فهي تعني في أهم مضامينها اكتمال المشروع الوطني ووصول النضال الوطني إلى غاياته".

وأضاف في كلمة له بمناسبة العيد الوطني الـ 31 لقيام الجمهورية اليمنية 22 مايو، إن "ما لحق بالوحدة اليمنية من ضرر بسبب العديد من الممارسات الخاطئة، لا يعني الوحدة الوطنية ولا المشروع الوطني، بل يعني أولئك الذين اختاروا طريق الإساءة لتطلعات الشعوب ووقفت ممارساتهم حائلا دون التقدم نحو المستقبل، فالوحدة ليست مجرد شعارات، بل ممارسات وحقوق والتزامات أمام كل أطياف الشعب دون إقصاء أو تهميش".

وفيما يلي نص الكلمة:

أبناء شعبنا اليمني العظيم..

تحتفل بلادنا اليوم بذكرى العيد الوطني الواحد والثلاثين للجمهورية اليمنية وإعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة، وفي هذه الذكرى يسعدني أن أرفع إليكم أصدق التهاني وأطيب التبريكات بهذه المناسبة الوطنية الغالية التي جاءت كخطوة مكملة وتتويجاً لأهداف ومبادئ الثورة اليمنية السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر والتي كانت جميعها تتوق ليمن الجمهورية والوحدة والحرية والعدالة والمساواة التي يتطلع إليها أبناء شعبنا اليمني قاطبة.

لقد مثلت الوحدة اليمنية تجسيداً لتطلعات اليمنيين جميعا نحو المستقبل، ولذلك استقبلها شعبنا شمالا وجنوبا وشرقا وغربا بالترحاب والاحتفال والاحتفاء، فهي تعني في أهم مضامينها اكتمال المشروع الوطني ووصول النضال الوطني إلى غاياته.

إن ما لحق بالوحدة اليمنية من ضرر بسبب العديد من الممارسات الخاطئة، لا يعني الوحدة الوطنية ولا المشروع الوطني، بل يعني أولئك الذين اختاروا طريق الإساءة لتطلعات الشعوب ووقفت ممارساتهم حائلا دون التقدم نحو المستقبل، فالوحدة ليست مجرد شعارات، بل ممارسات وحقوق والتزامات أمام كل أطياف الشعب دون إقصاء أو تهميش.

واليوم تتكرر مأساة الأمس، يكرر البعض الإساءة للقضية الوطنية والوحدة الوطنية، فالانقلاب على الدولة اليمنية والتمترس وراء العنف السلالي والانحيازات المذهبية والمشاريع الإيرانية يضرب الوحدة الوطنية في الصميم ويعيد إنتاج الصورة النمطية للعنصرية الإمامية التي ثار شعبنا ضدها، ويكرر منهجية التسلط الفئوي بعيدا عن طموحات الناس المتمثلة في العدالة والحرية ونيل الحقوق.

وتتكرر كذلك عبر أولئك الذين اختاروا طريق التشرذم والتمترس وراء المناطقية والشحن المناطقي ونشر الكراهية.

إننا نعتقد أن الوحدة اليمنية غاية نبيلة، تعرضت للنهش والتهشيم، وأن مشروع الدولة الاتحادية التي تضمنتها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني قد وضعت الأسس الصحيحة والسليمة لمسار قويم وراشد يكفل الحقوق والشراكة ويعيد الاعتبارات ويضمد الجروح ويؤسس لمستقبل أكثر استقرارا وأمناً، وإن على شعبنا اليمني العظيم أن يقف بكل ثبات مع هذا المشروع الذي يمثل أرقى حالات الإجماع الوطني التي تجسدت في ذلك المؤتمر الوطني التاريخي الذي أنجز هذا المشروع الكبير، مشروع الدولة الاتحادية الأليق بتطلعات اليمنيين والأجدر بتمثيل أحلامهم واعتبار تضحياتهم واستيعاب تنوعاتهم ليضعها جميعا في طريق مستقبل آمن ومستقر بعيداً عن دوامة الصراعات والانقسامات والتهميش.

أبناء شعبنا اليمني المعطاء الكريم..

الإخوة والأخوات.. أبنائي وبناتي..

إننا نحتفل في هذا العام ومنذ سنين مضت بهذه المناسبة الوطنية الغالية في ظل ظروفٍ معقدة وتحدياتٍ كبيرة على مختلف الصعد وفي مقدمتها الانقلاب على الدولة والحرب التي فرضتها الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانيا على شعبنا وتبعاتها المتراكمة على حاضر الوطن ومستقبله بما تحمله من فكر ضال ومشاريع هدامة وأجندة دخيلة عنوانها ومضمونها نقل التجربة الإيرانية إلى اليمن والتي لا يمكن القبول بها مطلقًا من كافة أبناء شعبنا اليمني الذي قدم ويقدم التضحيات في سبيل دحر ذلك المشروع السلالي والذي مصيره إلى الزوال والهزيمة.

إن الهجوم الذي تشنه الميليشيات الحوثية على محافظة مأرب منذ أكثر من عام يعكس هذه النفسية المريضة التي تتعالى على شعبنا، وتحاول فرض خياراتها وأهدافها وأفكارها المزيفة بالقوة القاهرة والدماء والدمار.

وبهذه المناسبة أحيي بإجلال وإكبار جيشنا الوطني البطل وهو يخوض معركة الدفاع عن الوحدة والجمهورية والحرية والديمقراطية في وجه الكهنوت والثيوقراطية الدينية، وأحيي كل أبنائنا في مأرب بكل قبائلها ورجالها وقياداتها ورجال أمنها الذين يتقدمون الصفوف لحماية مشروعنا الوطني والوقوف أمام عدوان هذه المليشيات الطائفية.

كما أحيي كل أبطال جيشنا الوطني في الجوف وصنعاء وتعز والحديدة وصعدة وحجة والضالع والبيضاء وعلى امتداد جبهات الشرف والبطولة، وأقول لهم إن ما تقدمونه من بطولات هو ثمن لائق بحياة الكرامة والحرية، وإن النصر قريب إن شاء الله كلما اقترب من الحق والعدالة والحقوق والحريات.

أبناء شعبنا اليمني الأبي..

حري بنا في هذه المناسبة أن تكون فرصة للتوحد حول القضية الوطنية، وإني أدعو مختلف أطياف المجتمع ومكوناته الحزبية والاجتماعية وشرائحه المختلفة شيوخا وشبابا، رجالا ونساء، وكل المؤسسات السياسية والاجتماعية والإعلامية والثقافية، إلى توحيد الطاقات والصفوف والتواصي على كلمة سواء، جوهرها ومضمونها الحفاظ على الثوابت الوطنية ومواجهة المشروع الإيراني ودعاة الفتنة والحروب وحاملي مشاريع الظلام لننتصر لهويتنا ومجدنا وتاريخنا ويمننا العظيم والكبير، اليمن الأرض والإنسان.

أبناء شعبنا اليمني الأبي..

تعلمون جميعا أنني وجهت حكومة الكفاءات السياسية في أول اجتماع لها بالعمل بشكل استثنائي لتطبيع الأوضاع الأمنية والخدمية ووضع الأولوية القصوى لخدمة المواطن بعيدا عن أي أولويات أخرى، لإدراكنا لما يعانيه المواطن وحاجته الملحة لاستتباب الأمن وتوحيد أجهزته وتفعيل مؤسسات الدولة واستعادة الخدمات كالكهرباء والصحة والمياه والتعليم وإيلاء الملف الاقتصادي أهمية بالغة.

ورغم ما تعرضت له الحكومة من تحديات وعراقيل ليس آخرها التحريض المتعمد والتعطيل الممنهج لأعمالها، إلا إننا نؤكد مجددا بضرورة القيام بمسؤولياتها وبتكامل مع السلطات المحلية وتجاوز كل العراقيل التي تقف في طريق تطبيع الأوضاع، وأدعو كافة المكونات السياسية إلى النأي بالملف الخدمي والأمني عن أي مماحكات والتحلي بروح المسؤولية واستشعار حاجة أبناء شعبنا في الاستقرار فالوضع لم يعد يحتمل أي تصرفات غير مسؤولة.

إننا نعلم حجم التحديات والصعاب والمعاناة التي تثقل كاهلكم من أوضاع معيشية صعبة والمترتبة على تداعيات الحرب التي أشعلتها المليشيا الحوثية الإيرانية، وآثارها المدمرة على اقتصادنا ومواردنا الشحيحة، إلا أننا مع ذلك لن نتخلى عن مسؤولياتنا تجاهكم ونعمل بجهود مضاعفة ونوايا صادقة في سبيل تجاوز ذلك جنبا إلى جنب مع الأشقاء والأصدقاء وفي المقدمة أشقاءنا الكرام في المملكة العربية السعودية بقيادة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.

الإخوة والأخوات..

أبناء شعبنا اليمني وأمتنا العربية قاطبة..

نؤكد دومًا وأبداً وقوفنا مع وحدة الموقف العربي الأخوي مع قضايا شعوبنا ومتنا العربية ولن يثنينا عن ذلك ما تعانيه اليمن من تحديات عن إعلان موقفنا الواضح والصريح مع قضايانا العربية والإسلامية وعلى رأسها قضية فلسطين ووقوفنا المطلق إلى جانب الشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف، ووقف كل مظاهر الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلة الذي تمارسه الحكومة الإسرائيلية.

ونؤكد استمرار دعمنا لكافة الجهود المبذولة في هذا الإطار وعلى رأسها الجهود المعتبرة التي بذلتها وتبذلها جمهورية مصر العربية بقيادة أخي فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي لوقف الهجوم على الأراضي الفلسطينية وكل الجهود الدولية الأخرى وإنجاح اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه وبدأ تنفيذه صباح اليوم.

وختاما، نجدد تهانينا لكم جميعاً بهذه المناسبة الوطنية الغالية، سائلاً الله العلي القدير أن يتغمـد شهـداء الوطن الأبرار بالرحمة والغفران وأن يسكنهم فسيح جناته وأن يمن بالشفاء العاجل للجرحى والحرية للمعتقلين والمختطفين.

وكل عام وأنتم بخير.